قرار "غير مسبوق": محكمة فرنسية تدين الدولة وتعوض ضحية عنف أسري حرمت من حضور محاكمة شريكها السابق

قرار "غير مسبوق": محكمة فرنسية تدين الدولة وتعوض ضحية عنف أسري حرمت من حضور محاكمة شريكها السابق

في كلمات قليلة

أدانت محكمة فرنسية الدولة بارتكاب أخطاء جسيمة أدت إلى حرمان ضحية عنف أسري من حضور محاكمة من اعتدى عليها. ألزمت المحكمة الدولة بدفع تعويض مالي، مؤكدة على الدور الهام للضحايا في الإجراءات الجنائية.


قضت محكمة في فرنسا بإدانة الدولة وإلزامها بدفع تعويض قدره 8000 يورو لضحية عنف أسري. يأتي هذا الحكم بعد أن حرمت المرأة من فرصة حضور محاكمة شريكها السابق المتهم بارتكاب أعمال عنف واغتصاب.

الضحية، التي فضلت عدم الكشف عن اسمها واستخدام اسم مستعار "خديجة" للحفاظ على خصوصيتها، رفعت دعوى قضائية ضد الدولة مؤكدة أنها "حرمت من جميع حقوقها". كانت محاكمة شريكها السابق قد جرت في سبتمبر 2020 دون حضورها.

وصفت محامية خديجة قرار محكمة باريس الصادر في 22 مايو بأنه "غير مسبوق" و"يأتي بعد أربع سنوات من المعركة القضائية". أقرت المحكمة بحقوق الضحية، وأمرت الدولة بدفع مبلغ 8000 يورو كتعويض عن الأضرار التي لحقت بها.

كان الشريك السابق لخديجة قد مثل أمام محكمة الجنايات في ليموج بتهم تتعلق بالاغتصاب والعنف ضد الزوج. وأسفرت المحاكمة عن الحكم عليه بالسجن ثماني سنوات بتهمة العنف ضد الزوج، لكنه برئ من تهم الاغتصاب الزوجي.

أكدت خديجة، التي كانت طرفاً مدنياً في القضية، أنها لم تتلق أبداً الإخطار القضائي الذي أرسل إلى عنوان خاطئ. واعترفت محكمة باريس في حكمها بأن "عدم تسليم الاستدعاء إلى آخر عنوان مصرح به... يشكل بحد ذاته خطأ جسيماً ارتكبته المصلحة العامة للعدالة".

بالإضافة إلى ذلك، أقرت المحكمة بأنه في غياب الطرف المدني عن المحاكمة، كان ينبغي تأجيل الجلسة، وكان يمكن للنيابة العامة استئناف الحكم للسماح للضحية بالمشاركة في محاكمة جديدة.

وفقاً لمحامية خديجة، فإن هذا القرار "يحدد ثلاثة أخطاء جسيمة ارتكبتها محكمة الجنايات في ليموج". كما أكدت أن "بهذا الحكم، تكرس محكمة باريس أهمية الضحية في الدعوى الجنائية وأهمية الدعوى الجنائية بالنسبة للضحية". وأضافت المحامية أن هذه المعركة خيضت "أيضاً من أجل جميع الضحايا الذين أصبحوا غير مرئيين في نظر العدالة".

نبذة عن المؤلف

باول - محلل دولي، يحلل السياسة الخارجية لفرنسا والعلاقات الدولية. تساعد تعليقاته الخبراء في فهم موقف فرنسا على الساحة العالمية.