
في كلمات قليلة
في باريس، تم تغريم رجل لأنه رمى عقب سيجارة مطفأة في سلة المهملات بمحطة قطار. هذه الحادثة أثارت نقاشاً حول عدالة الرقابة والغرامات في وسائل النقل العام بفرنسا.
يتصاعد الاستياء بين مستخدمي وسائل النقل العام في باريس. فإلى جانب شعورهم بعدم الأمان، يرى الكثيرون أنهم يتعرضون لغرامات غير مبررة من قبل المفتشين والمسؤولين. حادثة وقعت مؤخرًا في محطة RER Rosa Parks، التي أصبحت مثالاً على المخالفات المثيرة للجدل، أثارت ضجة واسعة.
ستيفان أوييري، رسام في الخمسينات من عمره، كان في طريقه إلى المحطة بعد إنهاء عمله، فأشعل سيجارة. قبل الدخول إلى محطة RER Rosa Parks، قام بإطفائها، لكنه لم يجد سلة مهملات قريبة للتخلص منها. احتفظ بالعقب في يده حتى دخل الجزء المفتوح من المحطة وألقاه في أول سلة مهملات صادفته.
في تلك اللحظة، أوقفه ثلاثة مفتشين من SNCF/RATP. طلبت إحداهن: «أوراقك من فضلك!» استيفان، الذي لم يستوعب الموقف على الفور، قدم تذكرة مروره وسأل عن سبب التوقيف غير المتوقع. قالت له المفتشة بحدة: «أنت تدخن في المحطة، وهذا ممنوع!»
لم يصدق ستيفان ما يحدث، ودافع عن نفسه مبتسماً: «هل هذه مزحة؟ لم أكن أدخن، لقد رميت لتوي عقب سيجارة في سلة المهملات!» لكن تبريراته لم تنفع. فتم تغريمه 68 يورو، مع تهديد بزيادة المبلغ إلى 118 يورو إذا لم يدفع على الفور. على إيصال الغرامة، كان السبب المذكور هو «انتهاك حظر التدخين»، رغم أن المخالفة لم تكن مرتبطة بالتدخين الفعلي.
يشعر ستيفان بأنه تعرض لـ «الخداع» وعوقب بشكل غير عادل. شارك قصته مع أصدقائه وزملائه وطلابه، واكتشف أن العديد منهم واجهوا مواقف مشابهة حيث بدت تصرفات المفتشين في وسائل النقل العام (المترو، قطارات SNCF، RATP) غير معقولة أو تعسفية. من بين الأمثلة المذكورة، غرامات على أمتعة تعتبر كبيرة الحجم (دون قياسها)، أو على صورة قديمة في بطاقة المرور تعود لسنوات طويلة، أو حتى بسبب محاولة الوقوف بجوار طفله في العربة.
تنتشر العديد من قصص الغرامات المثيرة للجدل بانتظام على وسائل التواصل الاجتماعي، مما يثير غضب مستخدمي وسائل النقل العام في فرنسا. حالة ستيفان في محطة Rosa Parks هي تأكيد آخر لهذا الاتجاه، مما يجعل الركاب يشعرون بالضعف أمام الرقابة الصارمة وغير المنطقية أحياناً.