رياضة الجري الجبلي (التريل رانينج) في فرنسا: نجاح كبير يعزز السياحة والاقتصاد المحلي

رياضة الجري الجبلي، أو ما يُعرف بالـ"تريل رانينج" (Trail Running)، تكتسب شعبية متزايدة في جميع أنحاء العالم، ليس فقط كوسيلة فعالة للحفاظ على اللياقة البدنية، بل أيضاً كفرصة فريدة لاستكشاف المناظر الطبيعية الخلابة والتعرف على المناطق الجديدة. أصبح هذا النوع من الأنشطة الرياضية الخارجية محركاً مهماً لتنمية السياحة المحلية في العديد من الأماكن.

في إقليم أرييج بجنوب فرنسا، يُعد سباق "تريل مونغايار" (Montgaillard) الشهير مثالاً ساطعاً لهذا النجاح. لقد شهد السباق هذا العام مشاركة قياسية بلغت ما يقرب من 700 عداء. الاهتمام كان كبيراً لدرجة أن المنظمين اضطروا لفتح قائمة انتظار للمهتمين بالمشاركة في أحد السباقات الثلاثة المقررة.

من اللافت للنظر أن أكثر من نصف المشاركين جاؤوا من أقاليم أخرى في فرنسا. الكثير منهم ينظرون إلى المشاركة في سباق التريل ليس فقط كتحدٍ رياضي، بل كجزء من رحلة استكشافية. تقول إحدى المشاركات القادمة من منطقة الوسط: "بالنسبة لي، هذه هي تجربتي الأولى في التريل. أتعرف على الإقليم والرياضة في نفس الوقت". مجموعة من أصدقائها قطعوا مسافة 550 كيلومتراً في حافلة صغيرة خصيصاً لقضاء يومين أو ثلاثة أيام في أرييج وزيارة المنطقة بالإضافة إلى المشاركة في السباق.

مسار سباق مونغايار، رغم أن طوله قصير نسبياً مقارنة ببعض سباقات التريل الأخرى (حوالي 30 كيلومتراً مع صعود ونزول)، إلا أنه يتميز بتنوعه ويقدم للمشاركين مناظر طبيعية متنوعة وجميلة للإقليم.

الهدف الأساسي للمنظمين من إقامة مثل هذه الفعاليات هو استغلال إمكانيات رياضة التريل رانينج لجذب السياح وتسليط الضوء على جمال إقليم أرييج. وهذا يعود بفائدة ملموسة على الاقتصاد المحلي بأكمله، حيث يقوم المشاركون ومرافقوهم بالإقامة في الفنادق، تناول الطعام في المطاعم، وشراء الهدايا التذكارية والمنتجات المحلية، مثل اللحوم المعالجة الشهيرة في المنطقة والتي تُقدم أحياناً في محطات التغذية على طول المسار.

بهذه الطريقة، تثبت رياضة الجري الجبلي أنها عنصر مهم في السياحة الرياضية، تساهم في تنمية المناطق الريفية وتقدم لعشاق الحياة النشطة تجربة لا تُنسى تجمع بين الرياضة والمغامرة والاستكشاف.