في كلمات قليلة
دعا رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان مؤيديه علناً للمطالبة بتغيير رئيس الكنيسة الأرمينية الرسولية، الكاثوليكوس غاريغين الثاني. يأتي هذا التصعيد وسط توترات متزايدة بين الحكومة والكنيسة بشأن قضايا سياسية وخاصة ما يتعلق بمنطقة قره باغ.
دعا رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، يوم الثلاثاء 10 يونيو، المؤمنين في الكنيسة الأرمينية الرسولية إلى العمل على عزل رئيسها الحالي، الكاثوليكوس غاريغين الثاني. يأتي هذا النداء في خضم توتر متزايد بين السلطة العلمانية والزعيم الديني المؤثر، الذي انتقد باشينيان مراراً وتكراراً، لا سيما فيما يتعلق بإدارته لأزمة منطقة قره باغ.
تدهورت العلاقات بين نيكول باشينيان والهيئة الكنسية العليا بشكل حاد في السنوات الأخيرة. واشتد التوتر بشكل خاص بعد الهزائم العسكرية التي منيت بها أرمينيا أمام أذربيجان، خصمها التاريخي، في منطقة قره باغ. حتى أن الكاثوليكوس غاريغين الثاني كان قد دعا باشينيان إلى الاستقالة في أعقاب الأحداث المرتبطة بفقدان هذه المنطقة.
بعد عقود من التوتر وحربين، استعادت القوات الأذربيجانية السيطرة الكاملة على قره باغ من الانفصاليين الأرمن في هجوم خاطف في سبتمبر 2023. أدى فقدان قره باغ، الأرض التي يرتبط بها العديد من الأرمن ارتباطاً عميقاً، إلى انقسام داخلي في البلاد، بينما تطالب أذربيجان بتنازلات كبيرة لإبرام اتفاق سلام نهائي.
في خطوة غير مسبوقة، حث نيكول باشينيان يوم الثلاثاء المؤمنين على تنظيم "تحرير" الكنيسة الأرمينية الرسولية وانتخاب رئيس جديد. وقال في رسالة نشرها على تطبيق تليغرام: "يجب علينا إنشاء مجموعة تنسيق مسؤولة عن إدارة الجوانب اللوجستية لهذا الملف".
ومما زاد الوضع تعقيداً المشادة العلنية الأخيرة: في أواخر مايو، لمح نيكول باشينيان وزوجته إلى أن الكاثوليكوس غاريغين الثاني لديه طفل، وهو ما يخالف نذر العزوبية. أثار هذا تنديداً حاداً ودعوات لحرمانهما من الكنيسة.
تمنح أرمينيا، التي كانت أول دولة تعتمد المسيحية كدين للدولة في القرن الرابع الميلادي، الكنيسة الأرمينية الرسولية وضعاً دستورياً خاصاً. وتمارس الكنيسة نفوذاً كبيراً في المجتمع الأرمني. في العام الماضي، قاد المطران باجرات غالستانيان احتجاجات كبيرة في يريفان للمطالبة باستقالة نيكول باشينيان بسبب سياسته تجاه أذربيجان.
