عصابات المخدرات تتسلل إلى مطارات وموانئ أوروبا: كيف يسهّل الفساد تهريب الكوكايين؟

عصابات المخدرات تتسلل إلى مطارات وموانئ أوروبا: كيف يسهّل الفساد تهريب الكوكايين؟

في كلمات قليلة

اعتقال شبكة في مطار رواسي كشف عن مخطط لتهريب الكوكايين تورط فيه موظفون. عصابات المخدرات تجنّد موظفين في موانئ ومطارات أوروبا، لتدفع لهم مبالغ كبيرة مقابل المساعدة في تهريب المخدرات عبر نقاط العبور الاستراتيجية.


تُواجه مراكز النقل الكبرى في أوروبا، بما في ذلك المطارات والموانئ البحرية، تحديًا خطيرًا يتمثل في تغلغل عصابات المخدرات والفساد بين موظفيها. وتُظهر قضية حديثة في فرنسا حجم هذه المشكلة.

فخلال أسبوع واحد في يونيو 2025، تم تفكيك شبكة كانت تعمل على تهريب كميات كبيرة من الكوكايين عبر مطار رواسي (Roissy) قرب باريس. وقد أسفرت التحقيقات عن اعتقال ثمانية أشخاص على ذمة القضية.

ووفقًا للمعلومات، تبيّن أن أعضاء الشبكة الإجرامية هم موظفون في المطار، وبالأخص من عمال الأمتعة. لقد استغلوا مناصبهم لتمرير مئات الكيلوغرامات من الكوكايين دون عوائق إلى داخل الأراضي الفرنسية.

هذا الحادث يسلط الضوء على الضعف المنهجي في المطارات والموانئ الكبرى أمام تجارة المخدرات. تعمل عصابات المخدرات بنشاط على تجنيد ورشوة الموظفين الذين يشغلون مواقع رئيسية في نقاط استراتيجية على طرق العبور. قد يكون هؤلاء من موظفي الجمارك أو عمال الأمتعة أو عمال الموانئ أو غيرهم من العمال الذين لديهم صلاحية الوصول إلى مناطق التفتيش وحركة البضائع.

الدافع وراء ذلك بسيط وهو الطمع في الربح السريع. الكوكايين، الذي يتم إنتاجه بشكل رئيسي في كولومبيا والبيرو وبوليفيا، يمر عبر طرق دولية معقدة. جزء من المخدرات يتم تهريبه جوًا عبر جزر الأنتيل أو غويانا أو مباشرة من البرازيل وباراغواي.

ولكن الكمية الأكبر من الكوكايين تصل إلى أوروبا عن طريق البحر عبر الموانئ الكبرى مثل أنتويرب وروتردام ولو هافر (Le Havre). في هذه الموانئ تحديدًا، يستهدف عمّال الموانئ وغيرهم من الموظفين للتجنيد من قبل عصابات المخدرات.

يمكن أن تختلف المبالغ المدفوعة لتسهيل عمليات التهريب بشكل كبير حسب مستوى وصول الموظف ونفوذه. وفقًا للمحامية فاليري جيرار من لو هافر، فإن مجرد توفير شارة دخول إلى المحطة قد يكلف ما بين 5,000 و 10,000 يورو. أما بالنسبة للموظفين ذوي الرتب العالية الذين يشغلون مناصب رئيسية، يمكن أن تتجاوز المبالغ 100,000 يورو. هذه المبالغ الضخمة تجعل الفساد جذابًا للغاية لبعض الموظفين، على الرغم من المخاطر.

مكافحة هذه المشكلة تتطلب مقاربة شاملة، بما في ذلك تشديد الرقابة، وزيادة رواتب الموظفين في القطاعات المعرضة للخطر، وتشديد الملاحقة القضائية للفاسدين وعصابات المخدرات التي تسعى لاستخدام البنية التحتية للنقل في أنشطتها الإجرامية.

نبذة عن المؤلف

إيلينا - صحفية تحقيقات ذات خبرة، متخصصة في المواضيع السياسية والاجتماعية في فرنسا. تتميز تقاريرها بالتحليل العميق والتغطية الموضوعية لأهم الأحداث في الحياة الفرنسية.