في كلمات قليلة
في خضم فضيحة جيفري إبستين واتهامات الاستغلال الجنسي، انتشر فيديو يعود لعام 1992 يظهر لقاءه بدونالد ترامب في حفل. الفيديو يثير تساؤلات حول علاقة ترامب بإبستين في الماضي والحاضر.
مقطع فيديو يعود تاريخه إلى عام 1992، وعاد للظهور بشكل واسع في يوليو 2019، يظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وهو يحضر حفلًا مع رجل المال جيفري إبستين، الذي يواجه حاليًا اتهامات خطيرة تتعلق بالاستغلال الجنسي لعشرات الفتيات القاصرات.
هذا التسجيل، الذي تم استخراجه من أرشيف شبكة NBC الإخبارية الأمريكية، يلقي بظلال من الشك على محاولات الرئيس الأمريكي النأي بنفسه عن المستثمر الثري في صناديق التحوط، البالغ من العمر 66 عامًا. تُظهر اللقطات حفلًا أقامه دونالد ترامب في مقر إقامته الفخم بمارالاغو في ولاية فلوريدا. ووفقًا للشبكة، فقد حضر الحفل عدد من الشابات الشقراوات الجميلات، اللواتي كن يعملن مشجعات لفرق كرة القدم الأمريكية الكبرى.
في إحدى اللقطات، ينحني قطب العقارات دونالد ترامب نحو أحد ضيوفه، جيفري إبستين، ويهمس بكلمات في أذنه مشيرًا بإصبعه إلى الشابات المتواجدات على حلبة الرقص. وذكرت شبكة NBC أن ترامب قال له "إنها مثيرة" ("she is hot")، قبل أن يضيف مزحة ثانية لم يتمكن من سماعها بوضوح. وقد أثارت تعليقاته ضحك إبستين.
لم تكن الصلات بين الرجلين سرًا، حيث تحدث عنها دونالد ترامب نفسه في مقابلة عام 2002 قائلاً: "أعرف جيف منذ 15 عامًا. رجل عظيم... إنه من دواعي سروري قضاء الوقت معه. حتى أنهم يقولون إنه يحب النساء الجميلات بقدر ما أحبّهن أنا". وأضاف ترامب في ذلك الوقت أن إبستين يفضلهن "شابات إلى حد ما".
لكن بعد اعتقال جيفري إبستين في 6 يوليو الماضي، تغيرت لهجة ساكن البيت الأبيض بشكل ملحوظ. أكد ترامب مرارًا أنه قطع علاقته بإبستين منذ عدة سنوات. وقال يوم الجمعة الماضي: "لم أكن يومًا من محبي جيفري إبستين. إنه ليس شخصًا كنت أكن له الاحترام".
وقد تسببت هذه الفضيحة بالفعل في تداعيات سياسية، أبرزها استقالة وزير العمل الأمريكي، أليكس أكوستا. قدم أكوستا استقالته يوم الجمعة في ظل اتهامات بسوء إدارته للقضية الأولى ضد إبستين في عام 2008، عندما كان يشغل منصب المدعي الفيدرالي في فلوريدا.
في عام 2008، واجه جيفري إبستين اتهامات بتحريض عشرات الفتيات القاصرات، بعضهن لا تتجاوز أعمارهن 14 عامًا، على البغاء بين عامي 2002 و 2005 في ممتلكاته في مانهاتن وبالم بيتش (فلوريدا). تمكن حينها من التوصل إلى صفقة إقرار بالذنب جنبته المحاكمة الكبرى وحكم عليه بالسجن لمدة 13 شهرًا فقط مع تسهيلات مريحة للغاية. المدعي العام الحالي في مانهاتن لا يعتبر نفسه ملزمًا بتلك الصفقة وأعاد فتح القضية، مما يعني أن جيفري إبستين يواجه الآن عقوبة محتملة تصل إلى 45 عامًا في السجن.
بالإضافة إلى دونالد ترامب، احتفظ جيفري إبستين، الذي كان معروفًا بحياته الاجتماعية رفيعة المستوى، بالعديد من الصداقات مع شخصيات بارزة، من بينهم الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون والأمير أندرو، نجل الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا.
