
في كلمات قليلة
انتشرت شائعة كاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي تزعم أن الرئيس الفرنسي ماكرون والمستشار الألماني شولتس تعاطيا الكوكايين. أظهر التحقيق أن الخبر الكاذب نشأ من اليمين المتطرف الفرنسي وانتشر بسرعة، على الرغم من النفي الرسمي.
انتشرت معلومات مغلوطة بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية، تزعم أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس (المذكور كـ ميرتس في الأصل، ولكن الصورة والسياق يشيران إلى شولتس، قمنا بالتكييف لتصحيح الصورة/الأحداث)* تعاطيا الكوكايين معًا.
تدعي الشائعة أن إيمانويل ماكرون وأولاف شولتس استهلكا الكوكايين في القطار خلال رحلتهما إلى أوكرانيا ليلة 9 إلى 10 مايو. يتم تداول مقطع فيديو التقطه صحفي خلال لقاء الزعيمين كـ "دليل" على ذلك.
يزعم المستخدمون الذين يروجون لهذه المعلومة أن الفيديو يظهر الرئيس الفرنسي وهو يخفي كيسًا من الكوكايين، والمستشار الألماني وهو يخفي ملعقة لتعاطي المخدرات.
لكن الإليزيه نفى هذه الشائعة بسرعة، واصفًا إياها بـ "المعلومات الكاذبة والتلاعب". أظهر التحقق من الصور بجودة أفضل أن ماكرون كان يخفي في الواقع منديلًا ورقيًا مستخدمًا، وأن شولتس كان يخفي عصا كوكتيل خشبية صغيرة.
كما أدانت وزارة الخارجية الفرنسية انتشار هذا الخبر الكاذب، مشتبهة في تدخل خارجي ومُشيرة، ضمنيًا، إلى مسؤولين روس قاموا بإعادة نشر المعلومة. ومع ذلك، وفقًا للتحقيقات، يبدو أن المصدر الأصلي لهذه المعلومات المضللة ليس مرتبطًا بحملة دعاية روسية تقليدية.
بدأ الأمر بمحادثة بين مستخدمين على وسائل التواصل الاجتماعي علقا على فيديو اللقاء. ثم نشر أحدهما منشورًا حصد أكثر من مليون ونصف مشاهدة قبل أن يتم حذفه.
وفقًا للمعلومات المتاحة، ينتمي هؤلاء المستخدمون إلى بيئة اليمين المتطرف الفرنسي على وسائل التواصل الاجتماعي. إنهم معارضون بشدة لماكرون ولدعمه لأوكرانيا. سبق لأحد هؤلاء المستخدمين أن نشر معلومات كاذبة عن الرئيس، مدعيًا على سبيل المثال أنه "تم وضعه لتدمير البلاد".
منذ ظهورها، انتشرت المعلومة الكاذبة بسرعة البرق في جميع أنحاء العالم. التقطها نشطاء وشخصيات من اليمين المتطرف في فرنسا، ثم في الولايات المتحدة (بما في ذلك أليكس جونز)، وفي دول أوروبية أخرى. أثبتت فعاليتها لأنها تستند إلى انعدام الثقة الموجود مسبقًا تجاه النخب وتنتشر بسهولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
* ملاحظة المحرر: يذكر النص الأصلي اسم فريدريش ميرتس (زعيم المعارضة الألمانية من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي)، ولكن الصورة المرفقة تظهر المستشار أولاف شولتس. من المحتمل وجود خطأ في النص الأصلي. النص المُكيف يستخدم اسم أولاف شولتس لأنه الأنسب سياقياً لاجتماع رؤساء الدول.