
في كلمات قليلة
أذنت الحكومة السلوفاكية ببيع لحم الدب البني تجارياً بعد موافقتها على صيد 350 دبًا للتحكم في أعدادها، مما قوبل بانتقادات من المدافعين عن البيئة.
أعلنت الحكومة السلوفاكية عن قرارها بالسماح بالاتجار التجاري بلحم الدب البني. يأتي هذا القرار بعد موافقة الحكومة الشهر الماضي على صيد 350 دبًا.
أوضح وزير الدولة لشؤون البيئة، فيليب كوفا، من حزب SNS اليميني المتطرف، عبر صفحته على فيسبوك، أن الدولة ستعرض الحيوانات التي يتم صيدها للبيع. قال: "سوف نطرح جميع الحيوانات التي يتم صيدها والتي تستوفي شروط معينة للاستهلاك. لماذا؟ لأن لحم الدب قابل للأكل".
لاقى هذا القرار انتقادات حادة من المنظمات غير الحكومية المعنية بالبيئة. وصفت منظمة "نحن غابة" (We are Forest) المشروع بأنه "لا معنى له"، واعتبرت أن الوزارة المسؤولة عن حماية الطبيعة تتحول إلى "مسلخ تجاري". انتقدت المنظمة بشدة ما سمته "مسالخ الدولة التي تعرض لحم حيوانات محمية"، معتبرةً أنه يشجع على الصيد غير المشروع. قال عالم البيئة ماريان هليتكو: "إذا كانت الدولة تبعث برسالة مفادها أن الحماية لا تهمها، فلن يبالي الصيادون غير الشرعيين بأي عقوبات محتملة".
في أبريل الماضي، وبعد تزايد البلاغات عن وجود الدببة، أعلنت البلاد حالة الطوارئ في معظم مناطقها بسبب الوجود "غير المرغوب فيه" لأكثر من 1300 دب. برر رئيس الوزراء روبرت فيتسو القرار بالقول: "لا يمكننا العيش في بلد يخشى فيه الناس الذهاب إلى الغابات".
في هذا البلد العضو في الاتحاد الأوروبي والذي يبلغ عدد سكانه 5.4 مليون نسمة، لا يُسمح بصيد هذه الحيوانات من حيث المبدأ إلا في حالة إلحاق أضرار بالممتلكات أو وجود تفاعلات خطرة، وفقط إذا لم يكن هناك حل آخر. قال عالم البيئة وعضو البرلمان الأوروبي، ميخال فيزيك، من حزب "سلوفاكيا التقدمية" المعارض، الشهر الماضي، إن خطة الحكومة "عبثية" وأنها لم تنجح في الحد من عدد الهجمات "من خلال صيد غير مسبوق لهذا النوع المحمي".
وفقًا لمنظمة "نحن غابة"، تم صيد 92 دبًا في سلوفاكيا عام 2024، وقتل 52 آخرون في حوادث طرق أو على يد صيادين غير شرعيين. تعد الحكومة السلوفاكية من جانبها بإنشاء شهادة تثبت أن الحيوان تم صيده وفقًا للقانون المعمول به. كما تؤكد أنه يجب معالجة اللحم لمنع انتشار الطفيليات مثل التريكينيلا (طفيلي يمكن أن يسبب أمراضًا خطيرة للإنسان).
على الرغم من أن الدببة البنية محمية في أوروبا، إلا أن هناك استثناءات لبعض البلدان، مثل فنلندا وإستونيا، حيث يُسمح باستهلاك لحم الدب. في الواقع، هذا اللحم ليس طبقًا شائعًا في أوروبا، باستثناء بعض أجزاء أوروبا الشرقية وبعض دول الشمال.