
في كلمات قليلة
تبنت منطقة صقلية الإيطالية قانوناً يلزم المستشفيات بتوظيف أطباء غير معترضين على إجراء عمليات الإجهاض. تهدف هذه الخطوة إلى تحسين الوصول إلى خدمة الإجهاض القانونية في ظل ارتفاع عدد الأطباء الذين يرفضون إجراءها.
في خطوة تهدف إلى معالجة عقبة رئيسية تواجه الحق في الإجهاض، أقرت منطقة صقلية في إيطاليا قانوناً إقليمياً جديداً يلزم المستشفيات بإدراج شرط عدم الاعتراض على إجراء عمليات الإجهاض عند توظيف الكوادر الطبية. يأتي هذا القانون لمواجهة النقص الحاد في عدد الأطباء المستعدين لإجراء عمليات إنهاء الحمل الطوعي (الإجهاض)، والذي لا يزال الوصول إليه صعباً في الجزيرة الإيطالية.
رغم أن الإجهاض قانوني في إيطاليا منذ عام 1978، إلا أن الأطباء، أطباء النساء والتوليد، أخصائيي التخدير وغيرهم من العاملين في المستشفيات يمكنهم التذرع بـ "الاستنكاف الضميري" (Objection de conscience) لرفض إجراء العملية. هذه الممارسة، رغم أنها قانونية، تجعل الوصول إلى خدمات الإجهاض أمراً معقداً في بعض المناطق. ففي صقلية، على سبيل المثال، لا يمكن إجراء الإجهاض في أكثر من نصف المستشفيات، على الرغم من أن النسبة الوطنية للأطباء المعترضين أعلى (أكثر من 80% من أطباء النساء والتوليد على مستوى البلاد يعترضون، مقابل حوالي 60% في صقلية). النتيجة المباشرة هي أن العديد من المستشفيات في صقلية لا يتوفر فيها طبيب لإجراء هذه العملية.
يهدف القانون الجديد إلى ضمان توفر الأطباء لإجراء الإجهاض، وبالتالي ضمان الحق في هذه الخدمة التي يجب أن توفرها جميع المستشفيات العامة.
عقبة أخرى تواجه النساء في صقلية هي المسافة. قد تكون الرحلات للوصول إلى مركز صحي يوفر خدمات الإجهاض طويلة وشاقة. هذا التحدي يصبح أكثر أهمية بالنظر إلى أن القانون الإيطالي يتطلب دخول المستشفى لتناول حبوب الإجهاض.
يأتي هذا التطور في سياق سياسي يتسم بالتوتر، حيث ترى المعارضة أن الحكومة الإيطالية الحالية، برئاسة جورجيا ميلوني المحافظة، معادية لحق الإجهاض. على الرغم من أن رئيسة الوزراء صرحت خلال حملتها الانتخابية عام 2022 بأنها لا تنوي تغيير قانون الإجهاض، إلا أنها أعربت عن رغبتها في أن "تعرف (النساء) أن هناك خيارات أخرى". يثير هذا الموقف قلق المدافعين عن حق الإجهاض بشأن التزام الحكومة بضمان سهولة الوصول إلى هذه الخدمة.