
في كلمات قليلة
يناقش الخبراء مدى ملاءمة مقارنة الصراع الحالي بين إسرائيل وإيران بحرب العراق عام 2003. ويشيرون إلى اختلاف أهداف الأطراف ويحذرون من مخاطر الفوضى في حال محاولة تغيير النظام في طهران.
في ظل التوترات المتصاعدة بين إسرائيل وإيران، ينشغل الخبراء والسياسيون بمقارنة الوضع الراهن بالصراعات الكبرى التي شهدها التاريخ الحديث، وخاصةً الغزو الأمريكي للعراق عام 2003. ويطرح السؤال المركزي نفسه: هل يمكن قراءة التطورات الحالية على أنها تكرار لتلك الأحداث وما هي الدروس المستفادة؟
حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون علناً من محاولات تغيير النظام في إيران بالقوة، مؤكداً أن مثل هذه الخطوة قد تؤدي إلى حالة من «الفوضى» تشبه تلك التي أعقبت أحداث العراق عام 2003. يعكس هذا التصريح مخاوف جزء من المجتمع الدولي بشأن العواقب غير المتوقعة والمزعزعة للاستقرار التي قد تنجم عن مواجهة عسكرية مباشرة واسعة النطاق في المنطقة.
مع ذلك، يرى العديد من المحللين أن المقارنة المباشرة مع الحملة العسكرية في العراق عام 2003 ليست دقيقة. يشير الخبراء إلى أن أهداف إسرائيل في أي حرب محتملة مع إيران تختلف جوهرياً عن هدف الولايات المتحدة المعلن آنذاك وهو «تصدير الديمقراطية» إلى العراق. يعتقد المحللون أن أولويات إسرائيل الرئيسية تنصب إما على التدمير الكامل للمنشآت النووية الإيرانية، أو على إسقاط نظام الملالي. ويعتبر كلا الهدفين معقدين للغاية ويصعب تحقيقهما.
بالإضافة إلى ذلك، يعتقد الخبراء أن تأثير ما يسمى بـ«المحافظين الجدد»، الذين كانوا يُعتبرون القوة الرئيسية وراء قرار غزو العراق في بداية الألفية، قد تضاءل بشكل كبير. لقد كانت هيمنتهم في واشنطن قصيرة الأجل، واليوم تتحدد الأوضاع الجيوسياسية بعوامل وجهات فاعلة مختلفة تماماً.
على الرغم من أن تدمير البرنامج النووي قد يشكل ضربة قوية لإيران، يؤكد المحللون على مرونة واستقرار النظام الإسلامي القائم. وحتى الافتراض النظري بإقصاء المرشد الأعلى، في رأيهم، لن يؤدي بالضرورة إلى انهيار فوري للنظام بأكمله.
وفقاً لتقارير أجهزة الاستخبارات الأمريكية، لم تتخذ طهران قراراً نهائياً بشأن تطوير سلاح نووي بعد. ومع ذلك، يظل الوضع متوتراً للغاية. وتشير بعض التقديرات إلى أن التدخل الأمريكي المباشر المحتمل في الصراع قد يصبح حقيقة واقعة خلال الأسبوعين المقبلين، وهو ما يمكن أن يغير مسار الأحداث بشكل جذري ويؤدي إلى تداعيات واسعة النطاق على الشرق الأوسط بأكمله والأمن العالمي.