
في كلمات قليلة
حركة سويسرية تجمع التواقيع اللازمة لإجراء استفتاء شعبي حول دسترة النقد النقدي. الحكومة السويسرية تدعم فكرة الحفاظ على النقد.
تتجه سويسرا نحو إجراء استفتاء شعبي قد يؤدي إلى تكريس الحق في استخدام النقد النقدي - أوراق الفرنك السويسري وعملاته المعدنية - كأداة دفع قانونية ومضمونة في دستور البلاد. جاءت هذه الخطوة بمبادرة من "الحركة السويسرية من أجل الحرية" (Schweizerische Freiheitsbewegung)، التي تشدد على أهمية الحفاظ على وسائل الدفع التقليدية.
على الرغم من الانتشار المتزايد للمدفوعات الرقمية، يظل النقد النقدي يحتل مكانة هامة في الحياة المالية اليومية في سويسرا. وتظهر الاستطلاعات أن غالبية ساحقة من السكان، حوالي 95% من السويسريين، لا يزالون يرغبون في الاحتفاظ بالقدرة على استخدام النقد.
استفادت "الحركة السويسرية من أجل الحرية" من هذا الدعم الشعبي الواسع لجمع العدد المطلوب من التواقيع - أكثر من 100 ألف توقيع - اللازمة لطرح مسألة الحفاظ على النقد النقدي للاستفتاء العام. تقترح المبادرة إضافة مادة دستورية تضمن بشكل صريح حق المواطنين في استخدام الفرنك بشكله المادي.
ورداً على هذه المبادرة، أعدت الحكومة السويسرية أيضاً اقتراحاً مضاداً خاصاً بها، والذي يتفق في جوهره مع هدف المبادرة الأصلية: ضمان استمرارية استخدام النقد في البلاد. لذا، من المتوقع أن يُعرض على المواطنين في الاستفتاء القادم خياران، كلاهما يسعى للحفاظ على الأوراق النقدية والعملات المعدنية كوسيلة للدفع.
قد تبدو النقاشات حول مستقبل النقد النقدي أمراً ثانوياً للبعض. لكن بالنسبة للعديد من المؤيدين، يمثل النقد المادي رمزاً مهماً للحرية - حرية إجراء المعاملات المالية دون ترك أثر رقمي. سواء كان ذلك شراء قهوة سريعة أو تقديم المساعدة لشخص محتاج في الشارع، يوفر النقد مستوى من الخصوصية. ولا يُنظر إلى دسترة هذا الحق على أنه تراجع عن التقدم التكنولوجي، بل كحماية لبديل وضمان للخيار في المستقبل.