طاقة الرياح مقابل التراث: مشاريع التوربينات الهوائية في فرنسا تثير غضب دعاة حماية المواقع التاريخية

طاقة الرياح مقابل التراث: مشاريع التوربينات الهوائية في فرنسا تثير غضب دعاة حماية المواقع التاريخية

في كلمات قليلة

مشاريع طاقة الرياح في فرنسا تواجه معارضة قوية من الجمعيات والسكان المحليين القلقين من تأثيرها السلبي على المناظر الطبيعية التاريخية والآثار. تتزايد الاحتجاجات والالتماسات والدعاوى القضائية في جميع أنحاء البلاد، وتشمل المواقع البرية والبحرية.


تثير مشاريع محطات طاقة الرياح، سواء البرية أو البحرية، في فرنسا معارضة متزايدة من الجمعيات والملاك الخصوصيين، الذين يعربون عن قلقهم من تأثيرها على المناظر الطبيعية والتراث التاريخي للبلاد.

يصف معارضو هذه المشاريع ما يحدث بـ "التدمير الممنهج للمناظر الطبيعية" ويحذرون من "فقدان الجاذبية" للمناطق الريفية والساحلية. يشيرون إلى أنه حتى في المناطق التي لا تشتهر برياحها القوية، مثل مقاطعة سون ولوار، يتم التوسع في بناء توربينات عملاقة قد تصبح الأطول في فرنسا. تعرب الجمعيات، التي تجمعت في اتحاد "هوس الرياح" (Vent de Sottise)، عن قلقها بشأن مستقبل هذه المنطقة الغنية بتراثها المعماري والثقافي.

تظهر المشكلة بحدة خاصة بالقرب من المواقع التاريخية المصنفة، مثل القلاع والكنائس. على الرغم من وجود قواعد بناء صارمة في نطاق 500 متر حول هذه المواقع، إلا أن السلطات المحلية أحياناً توافق على بناء توربينات يزيد ارتفاعها عن 100 متر، مما يشوه المظهر التاريخي للمكان وفقاً للمنتقدين.

تتخذ الاحتجاجات أشكالاً متنوعة، بما في ذلك تقديم الالتماسات ورفع الدعاوى القضائية. من شواطئ إنزال نورماندي إلى صخرة سولوتري، يسعى النشطاء في كل مكان لمنع تركيب التوربينات. ورغم أن قراراً قضائياً إدارياً حديثاً بالسماح باستئناف العمل في أحد المشاريع المتنازع عليها جلب ارتياحاً للحكومة، إلا أنه زاد من استياء المعارضين.

يثير مشروع محطة طاقة الرياح البحرية قبالة ساحل دونكيرك قلقاً بالغاً، حيث يتضمن تركيب 46 توربيناً يبلغ ارتفاعها 280 متراً. يحذر خبراء الطيور من أن هذا المشروع قد يؤثر سلباً على أكثر من مليون طائر سنوياً. ومع ذلك، أصدرت لجنة تحقيق عامة رأياً مؤيداً للمشروع.

يدين المنتخبون المحليون والجمعيات بشدة "تأميم المناظر الطبيعية صناعياً" ويدعون السلطات إلى حماية البيئة الطبيعية والثقافية الفريدة. بينما تصر صناعة الطاقة المتجددة على ضرورة تطوير طاقة الرياح لتحقيق الأهداف الطاقوية، يؤكد المعارضون أن حتى التقنيات الأكثر حداثة والأقل بروزاً، مثل التوربينات العائمة، لا تخلو من العيوب ولا تحل تماماً مشكلة التأثير على البيئة والتراث.

نبذة عن المؤلف

ناتاليا - صحفية اجتماعية، تغطي قضايا الهجرة والتكيف في فرنسا. تساعد تقاريرها السكان الجدد في فهم البلاد وقوانينها بشكل أفضل.