
في كلمات قليلة
في خطوة هي الأولى من نوعها في فرنسا، ستتولى شركة Transdev تشغيل خط القطارات الإقليمية بين مارسيليا ونيس بدلاً من الشركة الوطنية SNCF. يهدف التغيير إلى تحسين خدمة النقل بشكل كبير، مع التركيز على دقة المواعيد وزيادة عدد الرحلات اليومية، استكمالاً لتحرير سوق السكك الحديدية.
اعتبارًا من نهاية شهر يونيو 2024، ستتولى شركة Transdev تشغيل قطارات TER (القطارات الإقليمية) على الخط الحيوي الذي يربط مدن مارسيليا وتولون ونيس في جنوب فرنسا. هذه الخطوة تمثل المرة الأولى التي يحل فيها مشغل بديل محل شركة السكك الحديدية الوطنية الفرنسية SNCF على خط قطارات إقليمي في البلاد، وذلك بعد اكتمال عملية تحرير سوق السكك الحديدية الفرنسي.
كان الهدف الواضح للسلطات الإقليمية لمنطقة بروفانس-ألب-كوت دازور (PACA) هو تحسين جودة الخدمة المقدمة على هذا الخط، والتي كانت في السابق واحدة من الأسوأ في فرنسا. وفقًا لرئيس المنطقة، رينو موزولييه، كان ما يصل إلى 20% من القطارات تتأخر بانتظام و12% يتم إلغاؤها، بسبب مجموعة من المشاكل المتعلقة بالمعدات المتحركة أو الموظفين أو حالة المسارات. غالبًا ما كان تبادل اللوم يحدث داخل هيكل SNCF.
بعد أن سمح القانون الفرنسي للمناطق بإطلاق مناقصات تنافسية لخدمة خطوط TER التابعة لها، كانت منطقة PACA من أوائل من اغتنم هذه الفرصة للبحث عن مشغلين أكثر كفاءة. فازت شركة Transdev، وهي فرع من المؤسسة المالية الحكومية الفرنسية Caisse des dépôts، بإحدى أول مناقصتين تم طرحهما في المنطقة.
تستعد Transdev الآن لبدء العمليات على خط مارسيليا-نيس، وتعد بتحسينات كبيرة للركاب. من الأهداف الرئيسية للشركة مضاعفة عدد الرحلات اليومية ذهابًا وإيابًا خلال أيام الأسبوع (من سبع رحلات حاليًا إلى أربع عشرة رحلة)، بالإضافة إلى تقديم خدمات جديدة ومحدثة مثل خدمة الواي فاي المجانية، ومنافذ شحن USB للأجهزة المحمولة، وأجهزة بيع المشروبات داخل القطارات. لكن الأولوية القصوى للمشغل الجديد هي تحسين دقة مواعيد وصول ومغادرة القطارات بشكل جذري وملحوظ.
هذا هو أول خط سكة حديد إقليمي في فرنسا يُفتح للمنافسة. تأتي هذه الخطوة بعد ثلاث سنوات ونصف من بدء عملية مماثلة للقطارات فائقة السرعة (مثل خط باريس-ليون الشهير). الآن، مع انتقال الخطوط الإقليمية لإدارة مشغلين خاصين، يمكن اعتبار عملية التحرير الكامل لسوق السكك الحديدية في فرنسا قد اكتملت. من المتوقع أن تؤدي المنافسة بين الشركات إلى رفع مستوى جودة الخدمات وكفاءة النقل لصالح الركاب الذين يعتمدون على هذه الخطوط الحيوية في جنوب فرنسا.