
في كلمات قليلة
يدور نقاش في ليون حول مدى تحسن جودة الهواء تحت قيادة حزب الخضر. تظهر البيانات انخفاضاً في بعض الملوثات، لكن مستويات التلوث لا تزال تتجاوز توصيات منظمة الصحة العالمية للصحة العامة.
أصبحت قضية جودة الهواء في مدينة ليون الفرنسية محور نقاش عام حاد بين رئيس منطقة ليون الكبرى (Métropole de Lyon) برونو برنار والرئيس السابق لنادي أولمبيك ليون لكرة القدم جان ميشيل أولاس.
برنار، وهو من حزب الخضر، أشاد مؤخراً بانخفاض مستويات تلوث ثاني أكسيد النيتروجين (NOx) في منطقة ليون الكبرى بين عام 2019 واليوم، واصفاً ذلك بأنه «أحد أجمل التحسينات»، لكنه أقر بأن «المعركة لم تنتهِ بعد».
في المقابل، رد جان ميشيل أولاس بانتقادات حادة. قال: «يُقال لنا إن التلوث يتراجع. لكن أكثر من 80% من محطات القياس في ليون (بالتحديد 18 محطة من أصل 22) لا تزال تتجاوز عتبات منظمة الصحة العالمية للجسيمات الدقيقة…» واختتم هجومه بالتشكيك في سياسات حزب الخضر البيئية، معتبراً أن «جميع المؤشرات تدل على أن المبادئ الإيجابية للبيئة، المطبقة بطرق خاطئة ودون الأخذ في الاعتبار المستخدمين وحياتهم اليومية، تؤدي على العكس إلى تفاقم التلوث».
لكن من منهما على صواب؟ وفقاً لبيانات منظمة Atmo أوفرن-رون-ألب، التي تراقب جودة الهواء في المنطقة، فإن مستويات الملوثات الرئيسية تظهر اتجاهاً واضحاً نحو الانخفاض على المدى الطويل. على سبيل المثال، انخفض مستوى NOx من حوالي 80 ميكروغرام/متر مكعب عام 2010 إلى 30 اليوم، وانخفضت الجسيمات الدقيقة PM10 من 40 إلى حوالي 20 ميكروغرام/متر مكعب حالياً. الملوث الوحيد الذي يشهد ارتفاعاً هو الأوزون، المرتبط بعوامل صيفية مختلفة وظاهرة الاحتباس الحراري.
ومع ذلك، فإن جان ميشيل أولاس محق في الإشارة إلى أنه على الرغم من التحسن الحالي، إلا أن مستويات التلوث في ليون لا تزال أعلى من العتبات الصحية التي حددتها منظمة الصحة العالمية (WHO). توضح مارين لاثام، المديرة العامة لـ Atmo أوفرن-رون-ألب، أن مستوى التلوث في ليون حالياً أقل من القيم الأوروبية، رغم أن هذه القيم ستنخفض خلال عامين، مما قد يعيد المنطقة إلى وضع المخالفة. أما بالنسبة لمعايير منظمة الصحة العالمية، فنحن لا نزال بعيدين عنها؛ لم يتم الوصول إليها في السنوات الأخيرة إلا خلال فترة جائحة كوفيد عندما توقفت حركة المرور.
تشير البيانات بوضوح إلى أن التلوث (باستثناء الأوزون) يتجه نحو الانخفاض المستمر في ليون منذ عام 2020، وهي الفترة التي تولى فيها حزب الخضر الإدارة. لذا، فإن حديث أولاس عن «تفاقم التلوث» خلال ولاية الخضر لا يبدو دقيقاً بناءً على هذه البيانات.
من ناحية أخرى، عند مقارنة وتيرة الانخفاض (باستثناء فترة كوفيد)، يبدو أن معدل انخفاض مستويات NOx وPM10 كان مشابهاً نسبياً بين عامي 2015-2019 و2020-2024. لكن الجسيمات الدقيقة PM2.5 شهدت انخفاضاً أقوى خلال الولاية السابقة مقارنة بالولاية الحالية.
باختصار، بينما تؤكد البيانات وجود تحسن في جودة الهواء في ليون استمر خلال فترة إدارة حزب الخضر، فإنها تظهر أيضاً أن المدينة لا تزال بعيدة عن تحقيق المعايير الصحية الموصى بها من قبل منظمة الصحة العالمية، وهي النقطة التي يركز عليها منتقدو الإدارة الحالية.