
في كلمات قليلة
تشير تقارير استخباراتية أمريكية إلى أن إسرائيل تدرس إمكانية ضرب منشآت إيران النووية. يأتي ذلك وسط جمود في المفاوضات الأمريكية مع طهران بشأن البرنامج النووي، ما يثير قلق إسرائيل ومخاوف أمريكية من تصعيد إقليمي.
تتزايد حدة التوترات في منطقة الشرق الأوسط مع ظهور تقارير حول احتمال تصعيد عسكري. تفيد معلومات استخباراتية أمريكية بأن إسرائيل تدرس جدياً خيار ضرب المنشآت النووية داخل إيران.
تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه المفاوضات بين واشنطن وطهران، التي بدأت في 12 أبريل الماضي، محاولات للتوصل إلى اتفاق جديد ينظم برنامج إيران النووي.
ونقلت تقارير إعلامية يوم 20 مايو عن مسؤولين في الاستخبارات الأمريكية قولهم إن إسرائيل، التي تشعر بقلق بالغ إزاء مسار هذه المحادثات، تحتفظ بحقها في شن ضربة عسكرية على المواقع النووية الإيرانية إذا لم تكن نتائج المفاوضات مرضية لها. وتخشى واشنطن بدورها من أن تؤدي مثل هذه الخطوة إلى تأجيج الصراع في المنطقة، التي تشهد بالفعل حالة من عدم الاستقرار والنزاعات المستمرة منذ أواخر عام 2023.
ليس من الواضح حتى الآن ما إذا كان القادة الإسرائيليون قد اتخذوا قراراً نهائياً وحاسماً بهذا الشأن. ومع ذلك، أشار مسؤول استخباراتي أمريكي إلى أن "احتمال التوصل إلى اتفاق أمريكي-إيراني عبر التفاوض لا يشمل سحب كامل اليورانيوم الإيراني، يجعل خطر الضربة العسكرية الإسرائيلية أكثر ترجيحاً".
وتتغذى مخاوف الولايات المتحدة من معلومات استخباراتية رصدت تحركات عسكرية إسرائيلية، تشمل نقل ذخائر وإجراء تمارين جوية، يمكن تفسيرها على أنها تحضيرات لعمل عسكري. وتتعزز هذه المخاوف باعتراض اتصالات، علنية وخاصة، لمسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى. ومع ذلك، يُشار إلى أن هذه المناورات قد تكون أيضاً مجرد محاولة للضغط على طهران، لتذكير النظام الإيراني بالعواقب المحتملة لأي اتفاق نووي غير حازم.
من جهة أخرى، فإن شن عمل عسكري ليس خالياً من المخاطر بالنسبة لإسرائيل نفسها، بما في ذلك احتمال تدهور علاقاتها مع الولايات المتحدة. وتفضل واشنطن بوضوح اتباع نهج دبلوماسي مع طهران. والعلاقة بين الحليفين التاريخيين تمر بالفعل بفترة اختبار صعبة في سياق الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المستمر، والإدارة الأمريكية لا تخفي استياءها المتزايد من طول أمد هذه الحرب.
حتى اللحظة، المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة متوقفة. وعبر المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي يوم الثلاثاء عن تشككه في نتائج المحادثات، قائلاً إنه لا يعتقد أنها "ستؤدي إلى أي نتيجة"، ووصف إنكار حق إيران في تخصيب اليورانيوم بأنه "خطأ كبير". من جانبه، أعرب رئيس الدبلوماسية الأمريكية، خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ بواشنطن يوم الثلاثاء، عن أمله في التوصل إلى اتفاق مع إيران. هذه التصريحات تتم متابعتها عن كثب في القدس.