تصعيد خطير على الحدود التايلاندية الكمبودية: غارات جوية وقصف متبادل وسقوط ضحايا

تصعيد خطير على الحدود التايلاندية الكمبودية: غارات جوية وقصف متبادل وسقوط ضحايا

في كلمات قليلة

تصعيد عسكري غير مسبوق على الحدود التايلاندية الكمبودية، حيث تبادل الطرفان غارات جوية وقصفاً مدفعياً، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، بينهم مدنيون. وأدى النزاع إلى تدهور حاد في العلاقات الدبلوماسية، فيما دعت الصين إلى ضبط النفس والحوار.


شهدت الحدود بين تايلاند وكمبوديا، الخميس، تصعيداً عنيفاً ونادراً، حيث تبادل الجيشان الضربات الجوية والقصف المدفعي في نزاع حدودي متجدد. وأعلنت بانكوك عن مقتل 9 أشخاص، بينهم طفل يبلغ من العمر ثماني سنوات، وإصابة 14 آخرين، مؤكدة أن طائراتها استهدفت مواقع عسكرية كمبودية.

وقال رئيس الوزراء التايلاندي المؤقت، فومتام ويتشاياشاي: "سنبذل قصارى جهدنا لحماية سيادتنا". في المقابل، نددت الحكومة الكمبودية بما وصفته بـ "عدوان عسكري"، وطالبت بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي.

يعود النزاع بين المملكتين إلى عقود طويلة حول ترسيم الحدود الموروثة من حقبة الهند الصينية الفرنسية. إلا أن مستوى العنف الحالي لم تشهده المنطقة منذ ما يقرب من 15 عاماً، وتحديداً منذ الاشتباكات التي دارت حول معبد "برياه فيهيار" بين عامي 2008 و2011، والتي أسفرت عن مقتل 28 شخصاً على الأقل ونزوح عشرات الآلاف من المدنيين.

تجددت التوترات في أواخر مايو 2025 بعد مقتل جندي كمبودي في تبادل لإطلاق النار في منطقة متنازع عليها تُعرف بـ "مثلث الزمرد". وتوالت بعدها الاستفزازات والمناوشات، مما أثر سلباً على الحياة الاقتصادية وأجبر العديد من السكان على الفرار.

اندلعت المواجهة الأخيرة صباح الخميس بالقرب من معابد قديمة على الحدود بين مقاطعة سورين التايلاندية ومقاطعة أودار ميانتشي الكمبودية. وتبادل الجيشان الاتهامات ببدء إطلاق النار. تزعم بانكوك أن الحادث بدأ عندما حلقت طائرة بدون طيار فوق المنطقة واقترب جنود كمبوديون من سياج شائك.

على الصعيد الدبلوماسي، تدهورت العلاقات إلى "أدنى مستوى"، حيث استدعت بانكوك سفيرها وطردت الدبلوماسي الكمبودي، رداً على حادثة لغم أرضي أدت إلى فقدان جندي تايلاندي لساقه.

وقد أعربت الصين عن "قلقها العميق" إزاء هذا التصعيد، داعية البلدين إلى حل نزاعهما عبر القنوات الدبلوماسية لتجنب عواقب إقليمية لا يمكن التنبؤ بها.

نبذة عن المؤلف

كريستينا - صحفية تكتب عن التنوع الثقافي في فرنسا. تكشف مقالاتها عن الخصائص الفريدة للمجتمع الفرنسي وتقاليده.