في كلمات قليلة
تشهد "قضية غريغوري" في فرنسا، التي تعود لعام 1984، تطوراً جديداً حيث سمح القضاء بإعادة التحقيق مع قريبة للضحية. يعتمد التطور على تقنية التحليل الأسلوبي للنصوص التي قد تحدد هوية مرسل الرسائل المجهولة.
بعد عقود من الغموض، قد تشهد واحدة من أكثر القضايا الجنائية المحيرة في فرنسا، والمعروفة باسم "قضية غريغوري"، انفراجة جديدة. عادت جاكلين جاكوب، عمة والدة الطفل غريغوري البالغة من العمر 80 عامًا، إلى دائرة الاهتمام كشخصية رئيسية محتملة في اختفاء ووفاة الطفل عام 1984.
فقد فتحت محكمة الاستئناف في ديجون الباب لإعادة التحقيق معها بناءً على أداة تحليل جديدة. يكمن جوهر التطور الأخير في الخبرة المعتمدة على "التحليل الأسلوبي" (Stylometry)، وهي تقنية تمكّن من تحديد هوية كاتب الرسائل المجهولة من خلال تحليل خصائص أسلوبه اللغوي.
في "قضية غريغوري"، لعبت الرسائل المجهولة دوراً محورياً. إحدى هذه الرسائل المروعة، التي أُرسلت إلى والدي الطفل قبل 40 عاماً، تضمنت تهديداً واعترافاً قاسياً: "آمل أن تموت من الحزن أيها الرئيس. مالك لن يعيد إليك ابنك. هذا هو انتقامي أيها الأحمق المسكين." على عكس التحليلات السابقة التي ركزت على شكل الرسالة أو نوع الخط، تركز الخبرة الجديدة على بناء الجملة والأسلوب وتنظيم الكلمات.
هذه التقنية لا تقتصر على النصوص المكتوبة، بل يمكن تطبيقها أيضاً على التسجيلات الصوتية. في "قضية غريغوري"، تم تطبيق التحليل الأسلوبي على الرسائل وأيضاً على محضر تفريغ المكالمة الهاتفية التي قام بها شخص يُعرف بـ "الغراب" يدعي مسؤوليته عن الجريمة.
وأوضح كلود-آلان روتان، مدير شركة OrphAnalytics التي أجرت التحليل، أن "هذا تحليل تكميلي أجريناه على محضر تفريغ المكالمة الهاتفية. الرسالة تحتوي في الواقع على نفس أسلوب رسالة الادعاء بالجريمة. لذلك لدينا استمرارية رائعة سيكون من الصعب الطعن فيها أمام القضاء."
هذا التحليل الجديد يمنح المحققين أداة قوية في سعيهم المستمر للكشف عن الحقيقة وراء المصير المأساوي للطفل غريغوري.
