وادي فيزوبي في فرنسا: 12 مشروعاً حيوياً لإعادة الحياة بعد العواصف المدمرة

وادي فيزوبي في فرنسا: 12 مشروعاً حيوياً لإعادة الحياة بعد العواصف المدمرة

في كلمات قليلة

قدمت السلطات الفرنسية 12 مشروعاً لإعادة إعمار وادي فيزوبي المتضرر في جبال الألب البحرية بعد عاصفتي أليكس وألين. تهدف هذه المبادرات إلى إنعاش الاقتصاد والسياحة في المنطقة.


فرنسا، جبال الألب البحرية. في أعقاب العواصف المدمرة أليكس (2020) وألين (2023) التي ضربت وادي فيزوبي، كشفت السلطات عن خطط شاملة لإعادة إعماره. في إطار مبادرة "مستقبل الوديان" (Avenir des vallées)، تم اعتماد 12 مشروعاً حيوياً يهدف إلى تحقيق انتعاش اقتصادي وسياحي للمنطقة.

جاء الإعلان في موقع رمزي، وهو منتزه ألفا الذي تضرر بشدة هو الآخر من عاصفة عام 2020. أكد المحافظ الجديد لجبال الألب البحرية، لوران هوتيو، إلى جانب النواب ورؤساء البلديات المحليين وممثلي السلطات الإقليمية، على أهمية هذه المبادرات لاستعادة الحياة الطبيعية في وادي فيزوبي.

مبادرة "مستقبل الوديان"، التي ترتكز على مشاورات واسعة مع السكان منذ عام 2022، تشمل عدة وديان تضررت من العواصف (فيزوبي، روايا، تيني، مويان فار، بالإضافة إلى ألين). إجمالاً، تم بالفعل اختيار حوالي أربعين مشروعاً بتمويل حكومي قدره 30 مليون يورو، نصفها مخصص لوادي فيزوبي.

تركز المشاريع الاثنا عشر التي تم الكشف عنها في سانت-مارتن-فيزوبي على بناء أسس تنمية مستدامة وجاذبة. تشمل هذه المشاريع ترميم التراث، إنعاش السياحة، دعم الزراعة الجبلية، والانتقال إلى الطاقة المتجددة.

من بين المبادرات المحددة: إعادة تأهيل حظيرتين جماعيتين للأبقار في بلدتي بيلفيدير وفينانسون لاستئناف أنشطة الرعي وإنتاج المنتجات المحلية. في فينانسون أيضاً، ستشمل الأعمال تجديد نظام تجميع مياه متضرر، وتركيب نظام صرف صحي بيئي، وتحديث مساكن المربين. وستستفيد البلدة من مشروع هيكلي آخر: إعادة تأهيل قناة ري تاريخية، تضررت بشدة من عاصفتي أليكس ثم ألين، وتغذي حدائق ومزارع الزعفران المحلية.

يولى اهتمام كبير لإعادة تأهيل المباني والبنية التحتية السياحية. في لانتوسك، سيتم هدم كتلة مبانٍ قديمة من العصور الوسطى وإعادة تطويرها لإنشاء مسرح في الهواء الطلق. في لا بولين-فيزوبي، سيسمح ترميم فندق كاسيني بزيادة سعة الإقامة في الوادي، وسيتم أيضاً إنشاء شبكة تدفئة مركزية تعمل بحطب الأشجار المحلي. فيما يتعلق بـ سانت-مارتن-فيزوبي، سيتم إعادة تأهيل مبنيين في وسط البلدة لتوفير سكن مناسب للعاملين الموسميين والمهنيين والعاملين في مجال الصحة.

كما من المقرر تنفيذ المرحلة الأولى من إعادة بناء المرافق الرياضية (ملاعب تنس، بادل، بيتانك). وأخيراً، تمت الموافقة على مشروع إعادة بناء وتوسيع متحف التقاليد، مع تخصيص مساحة للذاكرة تخليداً لعاصفة أليكس.

سيستضيف منتزه ألفا، الذي تضرر بشدة في عام 2020، قريباً قاعة غامرة مخصصة للحيوانات والنباتات المحلية. يهدف المشروع إلى زيادة الوعي البيئي دون استخدام مساحات جديدة للبناء. يكمل المشهد مشروعان آخران: توسيع مسار فيا فيراتا في لانتوسك، وإعادة تأهيل حوالي عشرين مساراً للمشي لمسافات طويلة ضمن خطة المحافظة للتنزه والمشي.

تعتزم الحكومة جعل هذه المناطق "مختبراً نموذجياً" للسياسات العامة الريفية، بالتعاون الوثيق مع البلديات والسكان. من المتوقع أن يبدأ تنفيذ هذه المشاريع بحلول عام 2026. لكن المسؤولين المحليين والسكان يعبرون عن قلقهم بشأن احتمال التأخير، مشيرين إلى المشكلات السابقة في إعادة بناء البنى التحتية الهامة مثل الجسور في سانت-مارتن-فيزوبي. يسود شعور بـ "الضيق العام" و"خيبة الأمل تلو الأخرى" في الوادي، حيث لا تزال أعمال إعادة الإعمار تشكل تحدياً يومياً.

نبذة عن المؤلف

باول - محلل دولي، يحلل السياسة الخارجية لفرنسا والعلاقات الدولية. تساعد تعليقاته الخبراء في فهم موقف فرنسا على الساحة العالمية.