تشهد المملكة المتحدة ارتفاعًا مقلقًا في معدلات فقر الأطفال، حيث يعيش ثلث الأطفال البريطانيين تحت خط الفقر، وتعتمد العديد من العائلات بشكل متزايد على المساعدات الخيرية. تُعزى هذه الأزمة بشكل أساسي إلى التضخم المستمر والقيود الصارمة المفروضة على استحقاقات الرعاية الاجتماعية.

وقد فاقم الوضع بشكل خاص إدخال الحكومة المحافظة في عام 2015 سياسة تحديد سقف استحقاقات الأطفال لطفلين فقط، مما يعني أن العائلات لا تتلقى أي دعم إضافي بعد الطفل الثاني. وقد أثر هذا الإجراء بشكل كبير على الأسر الكبيرة، وتركها في وضع حرج.

في مناطق مثل كلاكـتون-أون-سي بمقاطعة إسكس، حيث يعيش ما يقرب من ثلث الأطفال في فقر، تلعب المبادرات الخيرية دورًا حيويًا. على سبيل المثال، يقوم بنك زي المدارس في كلاكـتون (Clacton School Uniform Bank)، الذي أسسته كارولين دويل، بجمع وتوزيع الزي المدرسي المستعمل مجانًا على الأطفال المحتاجين. وقد أصبحت "البنوك" المماثلة للمواد الغذائية والملابس ومستلزمات الأطفال، والتي يزيد عددها عن 3000 في جميع أنحاء المملكة المتحدة، دعمًا لا غنى عنه لآلاف العائلات التي تواجه ارتفاع تكاليف المعيشة.

وفقًا لمعهد الدراسات المالية (IFS)، ظلت نسبة الأطفال الذين يعيشون تحت خط الفقر عند مستوى مقلق بلغ 31% منذ عام 2020، مقارنة بـ 27% في عام 2011. وفي ظل هذه المعطيات، تدرس حكومة ستارمر إلغاء سقف استحقاقات الأطفال في ميزانيتها لعام 2026، وهو ما يمكن أن يوفر بعض الراحة للعديد من الأسر المتضررة.