وفاة الصحفي الفرنسي البارز ميشيل شيفريس رئيس التحرير السابق لصحيفة «لو فيغارو»

توفي الصحفي والكاتب الفرنسي المعروف ميشيل شيفريس هذا الأسبوع عن عمر يناهز 79 عامًا. لقد ترك بصمة بارزة في المشهد الإعلامي الفرنسي، حيث عمل في عدد من أبرز الصحف والمجلات.

فارق ميشيل شيفريس الحياة ليلة الأربعاء إلى الخميس متأثرًا بمشاكل في القلب. رغم سنه، ظل شغوفًا بالحياة والأحداث الجارية حتى اللحظات الأخيرة، متجاوزًا في الماضي عدة مشاكل صحية خطيرة، منها كسر في عضلة القلب وأنواع مختلفة من السرطان، وحتى حادث سيارة خطير نجا منه بأعجوبة في نهاية عام 2022.

بدأت مسيرته الصحفية بعد عام 1968 وشملت تقريبًا جميع جوانب العمل في الصحافة المكتوبة. تعاون مع صحف مرموقة مثل Combat و Le Monde و Le Quotidien de Paris و Le Journal du dimanche. شغل ميشيل شيفريس أيضًا مناصب قيادية، حيث كان مديرًا لتحرير صحيفة France-Soir، وفي بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، قاد تباعًا صحيفتي Le Figaro و Figaro Magazine.

كانت السياسة الفرنسية أحد تخصصاته الرئيسية. قام بتحليل عميق لأعمال جميع رؤساء الجمهورية الخامسة، من شارل ديغول إلى إيمانويل ماكرون، مزاوجًا بين النقد اللاذع والفكاهة. كان قلمه معروفًا بدقته وقدرته على تلخيص المواضيع المعقدة في شكل موجز. لكن اهتماماته لم تقتصر على فرنسا؛ فقد كان يولي اهتمامًا كبيرًا للأحداث العالمية، وخاصة ما يجري في دول المغرب العربي والشرق الأوسط. على وجه الخصوص، كتب في أحد مقالاته الافتتاحية في Le Figaro عام 2005 عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، معتبرًا أن “العالم يجب أن يخجل” من هذا الوضع.

بفضول لا يشبع ونظرة ثاقبة، سعى ميشيل شيفريس دائمًا للوصول إلى جوهر الأحداث وفهم “السبب والنتيجة” للأمور. بالإضافة إلى مقالاته العديدة، ألف عدة كتب، منها «La CFDT des militants» (1972)، و «L’Elysée de Mitterrand» (1985 بالاشتراك مع ميشيل سارازين)، و «Enaklatura» (1987) الذي يقدم نظرة ساخرة على مدارس النخبة الفرنسية.

ولد في أورليان، وتخرج بنجاح من مركز التدريب على الصحافة، رغم الصعوبات التي واجهها في الحصول على شهادة البكالوريا. كان لميشيل شيفريس ولدان من زواجه الأول. توفيت زوجته الثانية، ماري-أنج أورلافيل، بسبب فيروس كورونا في أوائل عام 2022. كان يحب السفر، وقضاء الصيف في كورسيكا وعطلات نهاية الأسبوع في تروفيل بصحبة قطيه دوستويفسكي ونوستراداموس.

رحيله يشكل خسارة كبيرة لعالم الصحافة الفرنسية.