وفاة دانييل بيلايان: استذكار المواجهة النارية بين برنار تابي والمذيع الفرنسي عام 1994

وفاة دانييل بيلايان: استذكار المواجهة النارية بين برنار تابي والمذيع الفرنسي عام 1994

في كلمات قليلة

توفي المذيع الفرنسي دانييل بيلايان، مما سلط الضوء مجدداً على لقائه المتوتر مع برنار تابي عام 1994، حيث انفجر تابي غضباً على الهواء بعد اتهامه بامتلاك أثاث مزيف في خضم قضية "كريدي ليونيه".


شهدت الساحة الإعلامية الفرنسية مؤخراً رحيل دانييل بيلايان، أحد أبرز وجوه التلفزيون الفرنسي ومقدم نشرات الأخبار لسنوات طويلة، عن عمر يناهز 78 عاماً. وقد أثارت وفاته استذكاراً لإحدى أشهر وأكثر المواجهات التلفزيونية سخونة في تاريخ الإعلام الفرنسي، والتي جمعته برجل الأعمال والسياسي المثير للجدل برنار تابي.

تعود هذه المواجهة إلى أكتوبر 1994، في الأيام الأولى لتفجر قضية "كريدي ليونيه" (Crédit Lyonnais) الشهيرة، والتي نشأت حول بيع شركة أديداس (Adidas) عام 1992. استضاف بيلايان، الذي كان يقدم نشرة الظهيرة على قناة "فرانس 2"، تابي لمناقشة التهم الموجهة إليه. كانت المقابلة مسرحاً لاشتباك بين شخصيتين قويتين ومعروفتين بحدة طباعهما.

خلال النقاش، ألقى دانييل بيلايان سؤالاً مباشراً ومحرجاً على تابي، الذي كان حينها نائباً ووزيراً سابقاً: "فيما يتعلق بقضية الأثاث... لم تخبرنا أن لديك أثاثاً مزيفاً، على سبيل المثال". كان هذا السؤال يشير إلى إجراء قانوني سمح لتابي بتأجيل سداد دين مستحق لمدة خمس سنوات مقابل تقديم أثاث (حقيقي) كضمان. لكن بيلايان أشار إلى تقارير صحفية تتحدث عن وجود قطع مزيفة ضمن ممتلكاته.

هنا، انفجر غضب برنار تابي بشكل علني ومفاجئ، موجهاً تهديداً مباشراً للمذيع: "لا تذهب في هذا الاتجاه، سأقاضيك مرة أخرى، لأنه لا يوجد أي شيء مزيف في منزلي. لا قطعة واحدة! كن حذراً جداً. أعد القول هنا إن هناك أشياء مزيفة في منزلي، أعد ذلك!"

رد بيلايان، محافظاً على رباطة جأشه على الرغم من التهديد الصريح: "لا تهددني، الصحافة تقول إن هناك قطعاً مزيفة". لكن تابي رفض هذا التبرير بشدة، مصراً: "لا تتبنَ هذا الكلام، لا يوجد أي شيء مزيف!".

أصبحت هذه اللقطة، التي تظهر المزاج الناري لتابي (الذي توفي عام 2021)، مشهورة جداً وتُعاد مشاهدتها باستمرار كرمز للتوتر الإعلامي في التسعينيات.

تجدر الإشارة إلى أن تابي عاد بعد أربع سنوات، في عام 1998، ليحل ضيفاً على بيلايان مرة أخرى، لمناقشة كتابه حول تجربته في السجن بعد إدانته في قضية أخرى. كان هذا اللقاء أكثر ودية بكثير، حيث سأله بيلايان: "برنار تابي اليوم لا يشبه على الإطلاق تابي قبل عام أو عامين، هل أدركت أن موقفك كان يمكن أن يزعج القضاء؟" أجاب تابي حينها بأنه أدرك أنه كان "رمزاً للنجاح"، وعندما "دارت العجلة"، سعى الجميع إلى "إظهار أنني ارتكبت كل خطايا العالم".

يُذكر أن دانييل بيلايان، بعد مسيرة طويلة كمقدم لنشرة الأخبار، تولى منصب مدير قسم الرياضة في "فرانس تيليفيزيون"، وظل شخصية محورية في المشهد الإعلامي الفرنسي حتى وفاته.

نبذة عن المؤلف

فيكتور - محلل سياسي ذو خبرة طويلة في وسائل الإعلام الأمريكية. تساعد مقالاته التحليلية القراء على فهم تعقيدات النظام السياسي الأمريكي.