وفاة لويك لو فلوك-بريغان، الرئيس السابق لشركة \"إلف\" المدان في فضيحة فساد هزت فرنسا

توفي لويك لو فلوك-بريغان، الذي ترأس سابقًا عددًا من كبرى الشركات الحكومية الفرنسية، يوم الأربعاء عن عمر يناهز 81 عامًا بعد صراع مع مرض السرطان. ويُعد بريغان شخصية بارزة ومثيرة للجدل في تاريخ الصناعة والسياسة الفرنسية.

شغل بريغان مناصب قيادية في شركات عملاقة مثل \"رون-بولانك\" (1982-1986)، وشركة النفط \"إلف\" (1989-1993) التي استحوذت عليها \"توتال\" لاحقًا في عام 1999، بالإضافة إلى شركة الغاز \"جي دي إف\" (1993-1995) والسكك الحديدية الوطنية \"إس إن سي إف\" (1995-1996). اللافت في مسيرته هو تعيينه في هذه المناصب من قبل حكومات تنتمي لليمين واليسار على حد سواء.

إلا أن إرثه تشوبه فضائح فساد قضائية أدت به إلى قضاء نحو عامين في السجن. وتعتبر أبرز إدانة بحقه تلك التي صدرت عام 2003 في القضية المعروفة بـ\"قضية إلف\"، حيث حُكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة إساءة استخدام أصول الشركة. كشفت التحقيقات عن شبكة واسعة من استغلال النفوذ والرشاوى واختلاس الأموال، قُدرت بنحو 305 ملايين يورو، تورط فيها مديرون في الشركة، من بينهم لو فلوك-بريغان، إلى جانب شخصيات سياسية.

أُطلق سراحه مبكرًا في أبريل 2004 لأسباب صحية. بعد ذلك، عمل كمستشار في مجال الطاقة في إفريقيا والشرق الأوسط، لكنه واجه مشاكل قانونية مرة أخرى، حيث قضى خمسة أشهر في السجن في توغو عام 2012 بتهمة \"التواطؤ في الاحتيال\" في قضية بلغت قيمتها 36 مليون يورو، وهي تهمة أصر على براءته منها بعد عودته إلى فرنسا.

في سنواته الأخيرة، استمر في العمل كمستشار في القطاع الصناعي. ووفقًا لزوجته، فإنه \"كان يعمل حتى النهاية\"، واصفة إياه بأنه \"خادم عظيم للدولة\" و\"شغوف بفرنسا التي خدمها بإصرار\".