
في كلمات قليلة
يوروبول رصد تجنيد عشرات المراهقين كقتلة مأجورين في أنحاء أوروبا، مؤكداً أن الظاهرة أوروبية. يربط الخبراء التجنيد بسهولة الوصول للشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبقضايا الفقر والفوارق الاجتماعية.
كشفت وكالة الشرطة الأوروبية (يوروبول) عن رصد عشرات المراهقين الذين يتم تجنيدهم كقتلة مأجورين عبر أوروبا. وتؤكد الوكالة أن هذه الظاهرة "ظاهرة أوروبية"، وليست مقتصرة على فرنسا حيث لوحظت اتجاهات مماثلة في وقت سابق.
وأفاد فابريس ريزولي، الخبير في الجريمة المنظمة، أن تحقيق يوروبول "يؤكد الاتجاهات التي بدأنا نلاحظها في فرنسا". ووصف ريزولي، وهو دكتور في العلوم السياسية ومؤسس جمعية Crim’HALT، تزايداً في جرائم القتل "ذات الطابع الخطير للغاية" التي ينفذها صغار السن، مشيراً إلى "موجات" من الاغتيالات، خاصة في السويد.
وفي الأشهر الأخيرة، أطلق يوروبول مبادرة لمكافحة تجنيد القتلة المأجورين، الذين تتراوح أعمارهم أحياناً بين 12 و13 عاماً، من قبل الشبكات الإجرامية. وتشهد هذه الظاهرة ارتفاعاً حاداً في الاتحاد الأوروبي.
يشرح فابريس ريزولي أن هناك عدة أسباب وراء هذه الظاهرة. من أبرزها، سهولة التجنيد "الميسرة للغاية عبر وسائل التواصل الاجتماعي". تستخدم العصابات والمجرمون المحترفون نوعاً من "التسويق المناسب جداً"، حيث يتوجهون للشباب بلغة تتناسب مع أعمارهم، خاصة على منصات ألعاب الفيديو، وفي نفس الوقت يستخدمون لغة توحي بأنهم يعرضون عليهم "عملاً".
ويرى الخبير أن استخدام المجرمين للمراهقين يوفر لهم "ضمانة بأن تعقبهم سيكون أصعب"، رغم وجود خطر مرتبط بـ "قلة خبرة" صغار السن جداً.
وفي سياق متصل، تحدث ريزولي عن قانون مكافحة تهريب المخدرات الذي تم تبنيه مؤخراً في البرلمان الفرنسي، معتبراً أنه سيساهم في مكافحة هذه الظاهرة. وقال: "سيكون هناك ما قبل وما بعد هذا القانون، لأنه جاء من لجنة برلمانية تاريخية، وهو مثال جيد جداً لإنتاج سياسة عامة مع الاستماع للخبراء والنواب". واستدرك قائلاً: "لكن من يعرف الوضع على الأرض يقول إنه لا يوجد شيء يتعلق بالوقاية، ولا شيء يتعلق بالحد من الفوارق الاجتماعية. هناك فكرة أن الفقر ينتج نوعاً معيناً من الجريمة. هذه الجريمة التي يرتكبها الشباب هي نتاج الفقر".