جون نوليه: «لا شيء مضمون أبداً، لا في كان ولا في الحياة». مايسترو تسريحات الشعر يكشف أسرار 30 عاماً من سحر السجادة الحمراء

جون نوليه: «لا شيء مضمون أبداً، لا في كان ولا في الحياة». مايسترو تسريحات الشعر يكشف أسرار 30 عاماً من سحر السجادة الحمراء

في كلمات قليلة

مصفف الشعر الفرنسي الشهير جون نوليه، الذي يقف وراء إطلالات أيقونية لأبرز نجمات مهرجان كان السينمائي على مدى ثلاثة عقود، يتحدث عن فلسفته الفنية، وكواليس العمل مع جولييت بينوش وميلين فارمر، والتحديات التي يفرضها عصر وسائل التواصل الاجتماعي.


على مدار ثلاثة عقود، ظل جون نوليه، صانع سحر كان الخفي، يزين إطلالات النجمات العالميات على السجادة الحمراء. فمن الأناقة الكلاسيكية إلى الإطلالات الجريئة، يقدم نوليه فنه من وراء الكواليس، مؤكداً أن شغفه لم يتضاءل أبداً. وفي حوار من قلب "الكروازيت"، يكشف المايسترو عن أسرار مهنته وذكرياته التي لا تُنسى.

إنه العقل المدبر وراء الشعر المشرق لجولييت بينوش تحت حجابها الأبيض في حفل الافتتاح، والمظهر "المبلل" الناري للمغنية ميلين فارمر على المسرح، وتسريحة الكاريه العتيقة لإيزابيل أوبير، وتموجات هوليوود القديمة التي اعتمدتها ديان كروغر. هذه مجرد أمثلة قليلة من إبداعاته الأخيرة في الدورة الثامنة والسبعين للمهرجان.

ثلاثة عقود من التألق

منذ ثلاثين عاماً، وضع نوليه موهبته في خدمة أكبر الممثلات، داخل الأجنحة الفندقية الفاخرة في كان. فنانات مثل مونيكا بيلوتشي، ونيكول كيدمان، وفانيسا بارادي، وماريون كوتيار، وإيمانويل بيار، جميعاً وضعن شعرهن بين يديه الخبيرتين. كما امتدت قصة حبه مع كان إلى الشاشة الكبيرة، حيث عمل كمصفف شعر رئيسي في أفلام عُرضت في المهرجان، مثل «مدينة الأطفال المفقودين» عام 1995، و«السخرية» في العام التالي، و«جان دو باري» الذي افتتح المهرجان في 2023.

وعلى الرغم من هذه المسيرة الطويلة، يؤكد نوليه أن حماسه لا يزال كما هو: «لا أستوعب مرور كل هذا الوقت. بالنسبة لي، الأمر دائماً كما لو كانت المرة الأولى. هذا المهرجان هو تمرين خاص جداً وأستمتع به كثيراً. مع مرور السنين، نصقل مهاراتنا ونصبح حرفيين وتقنيين أفضل، لكن هذا لا يعني أننا نعرف كل شيء. أحب أن أشكك في نفسي في كل مرة».

التحدي في عصر التواصل الاجتماعي

يشير نوليه إلى أن التحدي يتزايد باستمرار. ففي بداياته، لم تكن هناك وسائل تواصل اجتماعي، بل وسائل الإعلام التقليدية فقط. أما اليوم، فيتم فحص كل شيء بأدق التفاصيل: الأظافر، والملابس، والمكياج، وتسريحة الشعر. ويرى أن هذا الاهتمام المتزايد بعملهم يحفزهم كـ «صناع أحلام».

ما يميز كان بالنسبة له هو التغطية الفوتوغرافية بزاوية 360 درجة. «هناك مصورون في كل مكان: في جلسات التصوير، وعلى السجادة الحمراء، يميناً ويساراً. وهذا يسمح لي كمصفف شعر بابتكار تفاصيل تكاد تكون غير مرئية من الأمام، لكنها تتكشف من الخلف، مثل هندسة معمارية خفية لتسريحة الكعكة».

فلسفة «أقل هو أكثر»

يستمد نوليه إلهامه من روح العصر، ومن التناغم بين شخصية المرأة، والفستان، والمكياج. ويشدد على فلسفته الأساسية: «عملي ليس إبراز تصفيفة الشعر، بل الكشف عن شخصية المرأة». إنه يسعى جاهداً لعدم تكرار أي تسريحة، بل يقوم بـ «تعديلها وتحويلها» باستمرار.

وعن إطلالة جولييت بينوش الأيقونية كرئيسة لجنة التحكيم، يقول نوليه: «كان فستانها قوياً، وحجابها استثنائياً. أردت أن تتوارى تصفيفة الشعر أمام هذا الأسلوب، لكن دون أن تختفي. لقد استجبت لعدم تناسق الحجاب بحركة شعر متقنة ولعبة لمعان، مع البقاء في أضيق الحدود قدر الإمكان. في النهاية، جولييت هي التي تجسد الرؤية».

أما بالنسبة لميلين فارمر، فقد اقترح عليها إطلالة «الشعر المبلل» النحتي، التي لم يسبق أن اعتمدتها على المسرح. كان الهدف هو خلق تأثير سينمائي: «لامع للغاية، ومنحوت، ومنعش». ويؤكد نوليه أن الثقة بينهما كبيرة، لكن الكلمة الأخيرة دائماً تعود للشخص الذي يصفف شعره.

حقيبة «الستراديفاريوس»

يوميات نوليه في كان غير نمطية، تبدأ أحياناً في السابعة والنصف صباحاً وتنتهي في الحادية عشرة ليلاً. ويأسف لكونه لا يجد وقتاً لمشاهدة الأفلام. رفيقه الدائم هو حقيبة معدات تزن ما بين 33 و 40 كيلوغراماً، يصفها بـ «الستراديفاريوس» الخاص به. تحتوي الحقيبة على كل ما يلزم لتصفيف جميع أنواع الشعر: مكواة، أمشاط، منتجات، ومرآة قائمة بذاتها، ليكون مستعداً دائماً «لتوقع ما هو غير متوقع».

من بين أفضل ذكرياته، أول تسريحة لفتت الانتباه حقاً، وهي تسريحة مونيكا بيلوتشي لفيلم «لا رجعة فيه» عام 2002، بالإضافة إلى لحظاته الفنية والإنسانية مع أوما ثورمان. ويختتم نوليه حديثه بنصيحة لمن يرغبن في تقليد إطلالات السجادة الحمراء: «ابحثن عن التوازن الصحيح بين الفستان والمجوهرات والمكياج. إذا كان الفستان قوياً، يجب أن تكون تصفيفة الشعر بسيطة. القليل هو الكثير».

نبذة عن المؤلف

ماريا - صحفية في قسم الثقافة، تغطي الأحداث في عالم الفن والترفيه في فرنسا. تجد مقالاتها عن هوليوود، برودواي، والمشهد الموسيقي الأمريكي صدى لدى القراء.