نص إملاء "بريفيه" عام 1988: تحدي اللغة الفرنسية الذي واجهه طلاب المدارس المتوسطة

نص إملاء "بريفيه" عام 1988: تحدي اللغة الفرنسية الذي واجهه طلاب المدارس المتوسطة

في كلمات قليلة

تم تداول نص الإملاء التاريخي لامتحان شهادة "بريفيه" الفرنسي لعام 1988، مما أثار موجة من الحنين والنقاش حول مدى صعوبة ومتطلبات اللغة الفرنسية في المدارس المتوسطة قبل عقود، خاصةً فيما يتعلق بالتعقيدات النحوية والتهجئة الدقيقة.


استعاد مستخدمو الإنترنت والمهتمون بالتعليم في فرنسا مؤخراً نص الإملاء الذي خضع له طلاب المدارس المتوسطة في امتحان شهادة "بريفيه" (Brevet) عام 1988. يُعد هذا النص، الذي يعود إلى ما يقرب من أربعة عقود، بمثابة اختبار حقيقي لمستوى اللغة الفرنسية وقواعدها المعقدة، مما يثير تساؤلات حول مدى صعوبة الامتحانات المدرسية المعاصرة مقارنةً بالماضي.

كان نص الإملاء، الذي يُعرف بأسلوبه الأدبي الدقيق، يتطلب من الطلاب إتقاناً عالياً للتهجئة والقواعد النحوية الصعبة. ومما جاء فيه:

«صيف ذلك العام مرّ ببطء مهيب. الشمس، رغم حرارتها، لم تنجح في تبديد الرطوبة العنيدة لصباحات شهر يونيو. في علّية المنزل القديم، حيث كان الهواء ثقيلاً ومغبراً، اكتُشفت كنوز منسية: دفاتر صفراء، وصور بلون السيبيا، ورسائل كادت أحبارها أن تتلاشى. كان على الطالب أن يُظهر تركيزاً شديداً لتمييز علامات المد (circonflexes) عن علامات الفصل (trémas)، وألا يخلط بين أسماء المفعول المستخدمة مع الفعل المساعد 'être'.»

يُظهر هذا النص مدى أهمية التفاصيل الدقيقة في قواعد اللغة الفرنسية التي كانت تُطلب من طلاب الصفوف المتوسطة في ذلك الوقت. فالمفردات المستخدمة، مثل "مهيب" و"عنيدة" و"السيبيا"، بالإضافة إلى التراكيب النحوية المعقدة التي تتضمن استخدام أزمنة الماضي المركبة (مثل الماضي البسيط الذي لم يعد شائعاً في الحديث اليومي)، تجعل منه تحدياً حقيقياً لمهارات الكتابة.

أثار تداول نص إملاء "بريفيه 1988" موجة من الحنين بين الأجيال التي عاشت تلك الفترة، كما دفع بالمعلمين والخبراء التربويين إلى مقارنة مستوى الصعوبة بين امتحانات الأمس واليوم. يرى البعض أن الامتحانات الحالية أصبحت تركز أكثر على الفهم والتعبير بدلاً من التعقيدات النحوية الصارمة، بينما يشدد آخرون على أن إتقان مثل هذه النصوص هو أساس متين لأي طالب يسعى لإتقان اللغة الفرنسية.

نبذة عن المؤلف

فيكتور - محلل سياسي ذو خبرة طويلة في وسائل الإعلام الأمريكية. تساعد مقالاته التحليلية القراء على فهم تعقيدات النظام السياسي الأمريكي.