
في كلمات قليلة
يشهد قطاع الاستثمار الخاص (Private Equity) تحولاً جذرياً، حيث أصبح متاحاً بشكل متزايد للمستثمرين الأفراد من خلال برامج التأمين على الحياة وخطط الادخار التقاعدي، مما يوفر فرصة لتنويع المحفظة وتحقيق عوائد عالية على المدى الطويل.
يشهد عالم الاستثمار المباشر في الشركات غير المدرجة، المعروف باسم "رأس المال الخاص" أو "الأسهم الخاصة" (Private Equity)، تحولاً كبيراً، حيث لم يعد حكراً على المؤسسات المالية الكبرى. ففي خطوة تهدف إلى تعزيز الأداء طويل الأجل للمدخرات، أصبح هذا النوع من الأصول متاحاً بشكل متزايد للمستثمرين الأفراد من خلال منتجات الادخار والتقاعد.
منذ عام 2024، أصبح إلزامياً على شركات التأمين في بعض الأسواق المالية الرئيسية، مثل فرنسا، أن تقدم ضمن عقود التأمين على الحياة وخطط الادخار التقاعدي صناديق تستثمر في الشركات غير المدرجة في البورصة. ويُعتبر هذا التوجه جزءاً من جهود تنظيمية أوسع لتمكين الأفراد من الاستفادة من عوائد أعلى، على الرغم من المخاطر المصاحبة.
تُظهر الأرقام نمواً هائلاً في هذا القطاع. فقد ارتفع إجمالي الأصول المدارة في صناديق الأسهم الخاصة المتاحة للأفراد من 628 مليون يورو في نهاية عام 2017 إلى 7.8 مليار يورو بنهاية عام 2023، وفقاً لبيانات هيئة الأسواق المالية. ويُعزى هذا النمو بشكل رئيسي إلى وثائق التأمين على الحياة، التي استحوذت على 76% من الاشتراكات الجديدة.
إن الاستثمار في رأس المال الخاص يتيح للمستثمر تنويع محفظته الاستثمارية، حيث تذهب هذه الأموال لتمويل نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات المتوسطة الحجم غير المدرجة. ورغم أن هذه الأصول تُعتبر عالية المخاطر وتتطلب أفقاً زمنياً طويلاً، إلا أنها تعد بتحقيق عوائد مرتفعة مقارنة بالأدوات المالية التقليدية.
يتم الوصول إلى هذه الصناديق عادةً من خلال ما يُعرف بـ "الإدارة الموجهة حسب الأفق الزمني" (Gestion pilotée à horizon)، وهي استراتيجية يتم فيها تقليل المخاطر تدريجياً مع اقتراب المستثمر من تاريخ التقاعد. وفي إطار اللوائح الجديدة، أصبح مديرو خطط الادخار التقاعدي ملزمين بدمج صناديق الأسهم الخاصة في استراتيجياتهم الإدارية الموكلة إليهم.