اتفاقية جمركية جديدة بين أوروبا وأمريكا: من الرابح ومن الخاسر في الصناعات الأوروبية؟

اتفاقية جمركية جديدة بين أوروبا وأمريكا: من الرابح ومن الخاسر في الصناعات الأوروبية؟

في كلمات قليلة

توصل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى اتفاق تجاري جديد يفرض رسومًا جمركية بنسبة 15% على المنتجات الأوروبية. سيؤثر الاتفاق بشكل متفاوت على القطاعات الاقتصادية الرئيسية، حيث ستكون صناعة الأدوية هي الأكثر تضرراً، بينما سيشهد قطاع الطيران انفراجة، ويظل مستقبل قطاعات السيارات والسلع الفاخرة والأغذية الزراعية غامضاً.


في خطوة مفاجئة، توصل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى اتفاق جديد بشأن الرسوم الجمركية، يقضي بفرض ضريبة بنسبة 15% على مجموعة واسعة من المنتجات الأوروبية. هذا الاتفاق، الذي جاء بعد مفاوضات مكثفة، سيترك بصمات متفاوتة على القطاعات الحيوية في اقتصاد القارة العجوز، حيث لن يتأثر الجميع بنفس القدر.

الأدوية: الخاسر الأكبر من الاتفاق

تعتبر صناعة الأدوية الأوروبية من أكبر المتضررين. ففي عام 2024 وحده، بلغت قيمة صادراتها إلى الولايات المتحدة قرابة 120 مليار يورو، وهو ما يمثل 22.5% من إجمالي صادراتها. بعد أن كانت معفاة من الرسوم الجمركية، ستخضع هذه المنتجات الحيوية الآن لضريبة الـ 15% المعلنة، مما يضع ضغطاً كبيراً على هوامش الربح والقدرة التنافسية للشركات الأوروبية.

صناعة الطيران: قطاع يتنفس الصعداء

على النقيض تماماً، يشعر قطاع الطيران بالارتياح. فمنذ شهر مارس، كان القطاع يعاني من ضريبة إضافية مرهقة بنسبة 50% على واردات المواد الأساسية لصناعة الطائرات. الاتفاق الجديد ألغى هذه الضريبة، حيث نص على إعفاء كامل لجميع معدات الطيران. وقد رحب تجمع صناعات الطيران والفضاء الفرنسية (Gifas) بهذه الخطوة، معتبراً إياها "قراراً جيداً لصناعة متوازنة بين فرنسا والولايات المتحدة" سيساهم في الحفاظ على الوظائف.

السلع الفاخرة: في دائرة الغموض

من غير المرجح أن يحظى قطاع السلع الفاخرة بمعاملة تفضيلية، حيث سيواجه هو الآخر رسومًا بنسبة 15%. ومع ذلك، أعلنت بعض الشركات الكبرى أنها مستعدة لاستيعاب هذه الرسوم الإضافية من خلال تعديل أسعارها ونقل بعض خطوط إنتاجها. على سبيل المثال، أعلنت مجموعة LVMH، الرائدة عالمياً في هذا القطاع، عن افتتاح ورشة عمل للعلامة التجارية لويس فويتون في ولاية تكساس الأمريكية. كما تدرس شركات مستحضرات التجميل، مثل لوريال التي تحقق 27% من إيراداتها في أمريكا الشمالية، نقل جزء من إنتاجها إلى الولايات المتحدة.

قطاع السيارات: بين الارتياح والقلق

أعربت رابطة مصنعي السيارات الأوروبية (ACEA) عن ارتياحها لما وصفته بـ "خفض التصعيد" الذي طال انتظاره. الاتفاق الجديد سيعيد فرض ضريبة بنسبة 15% على السيارات، وهو ما يمثل تحسناً مقارنة بتهديدات سابقة بفرض رسوم أعلى. لكن هذا الخبر الجيد يحمل جانباً سلبياً، فقبل التوترات التجارية الأخيرة، كانت الضريبة على السيارات الأوروبية لا تتجاوز 2.5% فقط. هذه الزيادة الكبيرة قد تؤدي إلى عواقب وخيمة، خاصة أن السوق الأمريكي يمثل وجهة رئيسية لصادرات السيارات الأوروبية، مما يثير مخاوف من انخفاض الإنتاج وفقدان عشرات الآلاف من الوظائف.

القطاع الزراعي والغذائي: ضبابية الموقف

يمثل هذا القطاع مركزاً رئيسياً آخر للصادرات الأوروبية، ويشمل الأجبان والمشروبات الكحولية وغيرها. ففي عام 2024، بلغت قيمة صادرات المشروبات الكحولية الأوروبية إلى الولايات المتحدة 8 مليارات يورو. لم يتضح مصير هذا القطاع بشكل كامل بعد، حيث أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن "بعض المنتجات الزراعية" ستُعفى من ضريبة الـ 15%، دون تقديم تفاصيل إضافية، مما يترك المنتجين في حالة من الترقب.

نبذة عن المؤلف

ناتاليا - صحفية اجتماعية، تغطي قضايا الهجرة والتكيف في فرنسا. تساعد تقاريرها السكان الجدد في فهم البلاد وقوانينها بشكل أفضل.