فرنسا تراجع "الطلاق الودي" مع الوظيفة: تكلفة باهظة تضع نظام إنهاء العقود في دائرة الخطر

فرنسا تراجع "الطلاق الودي" مع الوظيفة: تكلفة باهظة تضع نظام إنهاء العقود في دائرة الخطر

في كلمات قليلة

تدرس الحكومة الفرنسية تعديل نظام الإنهاء التوافقي لعقود العمل، الذي يكلف الدولة 10 مليارات يورو سنوياً. السلطات تشير إلى "إساءة استخدام" للنظام من قبل بعض الموظفين، بينما تدافع النقابات عن آلية ساهمت في مرونة سوق العمل.


تدرس الحكومة الفرنسية بجدية إعادة النظر في نظام "الإنهاء التوافقي للعقد"، وهو إجراء يتيح للموظف وصاحب العمل إنهاء عقد العمل الدائم بالتراضي، وذلك بسبب تكلفته الباهظة على خزينة الدولة والتي بلغت 10 مليارات يورو في عام 2024.

تم إ導入 هذا النظام في عام 2008 بهدف زيادة مرونة سوق العمل، حيث يمنح الموظف الحق في الحصول على تعويضات البطالة، على عكس الاستقالة، بالإضافة إلى تعويض نهاية الخدمة. قبل إقراره، كانت الطرق الوحيدة لإنهاء عقد العمل الدائم هي الفصل المبرر أو الاستقالة التي لا تمنح الحق في إعانات البطالة.

يكمن السبب الرئيسي لتوجه الحكومة نحو تعديل هذا الإجراء في تزايد شعبيته بشكل كبير. فقد ارتفع عدد حالات الإنهاء التوافقي من 440,000 في عام 2019 إلى 514,000 في عام 2024، بزيادة قدرها 17% خلال خمس سنوات. هذه الأرقام، التي تمثل أكثر من ربع نفقات التأمين ضد البطالة، دفعت الحكومة إلى التحرك في وقت تسعى فيه لترشيد الميزانية.

تتهم الحكومة، على لسان وزيرة العمل والصحة كاترين فوتران، وجود "حالات استغلال كبيرة" للنظام. وأوضحت الوزيرة: "يحصل الموظف على تعويضات لمغادرة الشركة ويستفيد فوراً من التأمين ضد البطالة. ألا يجب فرض فترة انتظار تتناسب مع هذا التعويض قبل البدء في تلقي إعانات البطالة؟" وهو ما يهدف إلى جعل الخيار أقل جاذبية.

من جهته، يدعم اتحاد أرباب العمل الرئيسي (ميديف) فكرة مراجعة الإجراء دون إلغائه بالكامل. واقترح رئيسه باتريك مارتان "تقليل مدة التعويض"، معترفاً بأن النظام ساهم في "تهدئة" سوق العمل وتقليل النزاعات القضائية.

في المقابل، تبدي نقابات العمال تشككها. وصرحت الأمينة العامة للاتحاد الديمقراطي الفرنسي للعمل (CFDT)، مارليز ليون: "أجد من المفارقة أن يأتي أصحاب العمل اليوم للشكوى" بينما هم "يوافقون على توقيع هذه الإنهاءات". وترى أن على أصحاب العمل تحمل مسؤولياتهم.

في خضم هذا الجدل، يشير تقرير حديث إلى عدم وجود إجماع حول الآثار الاقتصادية الحقيقية للإنهاء التوافقي، حيث يصعب تقييم مدى ح代替ه لعمليات الفصل أو الاستقالات. كما يسلط الضوء على أن المستفيدين منه غالباً ما يكونون من أصحاب الكفاءات العالية والرواتب المرتفعة، والذين يتجهون في كثير من الأحيان لتأسيس مشاريعهم الخاصة. هذا التعقيد يجعل من الصعب، وفقاً لهيئة التأمين ضد البطالة (UNEDIC)، "تقدير الأثر الصافي لهذا الإجراء على نفقات التأمين".

نبذة عن المؤلف

كريستينا - صحفية تكتب عن التنوع الثقافي في فرنسا. تكشف مقالاتها عن الخصائص الفريدة للمجتمع الفرنسي وتقاليده.