فرنسا تشدد شروط الحصول على الجنسية الفرنسية: ما الذي يتغير؟

فرنسا تشدد شروط الحصول على الجنسية الفرنسية: ما الذي يتغير؟

في كلمات قليلة

وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو يعلن عن معايير أكثر صرامة للحصول على الجنسية الفرنسية، مؤكداً على ضرورة "استحقاقها". الشروط تشمل احترام القوانين ومعرفة اللغة وتوفر الموارد المالية الكافية.


أعلن وزير الداخلية الفرنسي، برونو ريتايو، عن نيته تشديد شروط حصول الأجانب على الجنسية الفرنسية. وبحسب تعميم أرسله إلى المحافظين يوم الاثنين، فإن هذه الخطوة تهدف إلى التأكيد على مبدأ أن "نيل الجنسية الفرنسية أمر يجب استحقاقه".

صرح الوزير أن الحكومة ستكون "متطلبة للغاية" مع طالبي التجنس. وشدد على أن الحصول على الجنسية الفرنسية يتطلب "الشعور بالانتماء" للبلاد ويعتمد على ثلاثة شروط أساسية: الاحترام المطلق للقوانين، معرفة كافية باللغة الفرنسية، وتوفر موارد كافية تسمح بالعيش دون الاعتماد كلياً على المساعدات الاجتماعية. وصف برونو ريتايو تعميمه بأنه "نقطة تحول".

ومع ذلك، من حيث الجوهر، يرى الخبراء أن هذا التعميم لن يغير شيئاً يذكر في القواعد الحالية. زيادة طفيفة في صعوبة امتحان اللغة الفرنسية لا تمثل "نقطة تحول". معايير التجنس التي ذكرها الوزير كانت موجودة بالفعل في النصوص التشريعية السابقة. التغيير الرئيسي هو في النبرة: أصبحت أكثر صرامة وحزماً. "التجنس هو قرار سيادي للحكومة"، أكد برونو ريتايو بشكل خاص.

ينظر العديد من المحللين إلى تصرفات وزير الداخلية كخطوة سياسية بالدرجة الأولى. برونو ريتايو، الذي ينتمي إلى حزب "الجمهوريون"، يتنافس باستمرار مع شخصيات بارزة أخرى في حزبه. وفي هذا السياق، غالباً ما تصبح قضايا الأجانب والهجرة أداة لجذب الانتباه وأصوات الناخبين.

هذه الخطاب القوي يحمل في طياته مخاطر، حيث أنه يضفي الشرعية فعلياً على خطاب اليمين المتطرف، مثل حزب "التجمع الوطني". هذا الحزب ينتقد بانتظام ما يسميه "الفرنسيين على الورق"، معتبراً إياهم أقل "حقيقية" من الفرنسيين الآخرين. حتى أن برنامج "التجمع الوطني" يقترح حظر شغل بعض الوظائف على الأشخاص ذوي الجنسية المزدوجة، على الرغم من أن هذه القيود موجودة عملياً بالفعل في الحالات التي توجد فيها مخاطر واضحة للتدخل الأجنبي.

تجدر الإشارة إلى أن متوسط عدد حالات التجنس السنوية في فرنسا يتناقص منذ ثلاثين عاماً. يبلغ حالياً حوالي 50,000 شخص سنوياً، وهو ما يمثل حوالي 0.05% من سكان البلاد. يعتبر التجنس تقليدياً أداة فعالة للاندماج، وهي مفيدة بشكل خاص في ظل النمو السكاني الطبيعي شبه الصفري في فرنسا. رفض منح الجنسية بشكل أكبر للأشخاص المقيمين بشكل قانوني على الأراضي الفرنسية يؤدي إلى تأثير ميكانيكي فوري: زيادة نسبة الأجانب الذين يعيشون في فرنسا. هذا ليس بالضرورة الهدف الذي ربما يسعى إليه برونو ريتايو.

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

فيكتور - محلل سياسي ذو خبرة طويلة في وسائل الإعلام الأمريكية. تساعد مقالاته التحليلية القراء على فهم تعقيدات النظام السياسي الأمريكي.