تصعيد بين الهند وباكستان: نيودلهي تضرب "مواقع إرهابية" وإسلام آباد ترد بالمدفعية

تصعيد بين الهند وباكستان: نيودلهي تضرب "مواقع إرهابية" وإسلام آباد ترد بالمدفعية

في كلمات قليلة

أعلنت الهند شن غارات على "مواقع إرهابية" في باكستان رداً على هجوم وقع مؤخراً في كشمير. أفادت باكستان بسقوط ضحايا مدنيين وردت بإطلاق نيران المدفعية. يتصاعد التوتر بين القوتين النوويتين وسط مخاوف دولية.


أعلنت الهند شن غارات على "مواقع إرهابية" داخل باكستان. ووفقاً للجانب الهندي، استهدفت الضربات البنية التحتية التي يتم منها تنظيم وتوجيه الهجمات ضد الهند. نفذت الغارات في ثلاث مناطق بباكستان، بما في ذلك نقطتان في الجزء الباكستاني من كشمير ونقطة ثالثة في البنجاب.

قال الجيش الهندي إن العملية، التي أطلق عليها اسم "سندور"، استهدفت تسعة "مواقع". وأكد الجانب الهندي أنه "أظهر ضبط نفس كبير في اختيار الأهداف وطريقة التنفيذ"، مشيراً إلى عدم استهداف أي منشآت عسكرية باكستانية.

من جانبهم، أبلغ مراسلون في كشمير الباكستانية والبنجاب عن سماع عدة انفجارات قوية. ووفقاً لمسؤول عسكري باكستاني، لوحظت ضربات صاروخية هندية في مناطق كوتلي وبهاولبور ومظفر آباد. أفاد مسؤول عسكري آخر عن سقوط ثلاثة قتلى و12 جريحاً جراء الضربات الهندية، بحسب حصيلة أولية. أكد وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف سقوط ثلاثة قتلى مدنيين، بينهم طفل، قائلاً إن الهند "استهدفت أهدافاً متعددة، جميعها مدنية".

وردت باكستان بإطلاق نيران المدفعية على الأراضي الهندية. قال الجيش الهندي إن باكستان "انتهكت مرة أخرى اتفاق وقف إطلاق النار من خلال تنفيذ نيران مدفعية في قطاعات بهيمبر غالي وبونش-راجوري" في كشمير الهندية. وأضاف الجيش أنه "رد بشكل مناسب ومعاير".

قبل دقائق، كانت القوات الباكستانية قد أشارت إلى أنها "سترد في الوقت الذي تختاره". كما صرح جنرال في الجيش الباكستاني بأن "جميع طائراتنا المقاتلة في الجو حالياً" ووصف الهجوم الهندي بأنه "جبان ومخزي"، مدعياً أنه تم تنفيذه من المجال الجوي الهندي دون السماح له بدخول المجال الجوي الباكستاني.

وسط هذا التصعيد، قالت باكستان إنها ستعقد اجتماعاً للجنة الأمن القومي. يأتي هذا بعد تبادل عقوبات دبلوماسية بين البلدين عقب الهجوم الدامي في كشمير يوم 22 أبريل، والذي ألقت الهند مسؤوليته على باكستان.

يثير الوضع مخاوف المجتمع الدولي من تجدد الاشتباكات بين القوتين النوويتين المتنافستين منذ تقسيمهما عام 1947. اتهمت نيودلهي إسلام آباد فور الهجوم في كشمير، والذي لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه، بينما تنفي باكستان أي تورط. لكن الشرطة الهندية تؤكد بحثها عن باكستانيين ضمن المهاجمين وتؤكد ارتباطهم بجماعات متمركزة في باكستان مثل عسكر طيبة (LeT) وجيش محمد (JeM). وتشير التقارير الهندية إلى أن أحد المواقع المستهدفة في الضربات – مسجد في بهاولبور – كان مرتبطاً بجماعات قريبة من عسكر طيبة.

سبق هذا التصعيد توترات أخرى، منها تهديد الهند بـ "قطع المياه" عن باكستان رداً على هجوم أبريل وتعليق مشاركتها في معاهدة تقسيم مياه عام 1960. يخشى العديد من الخبراء والسكان المحليين من مواجهة عسكرية شاملة بين الدولتين النوويتين، اللتين خاضتا عدة حروب من قبل. شهدت الليالي القليلة الماضية تبادلاً لإطلاق النار بالأسلحة الخفيفة على طول الخط الفاصل، بينما أجرت باكستان تجربتي إطلاق صواريخ أرض-أرض، وأعلنت الهند عن تدريبات دفاع مدني. وحث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش البلدين على "الابتعاد عن حافة الهاوية".

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

ناتاليا - صحفية اجتماعية، تغطي قضايا الهجرة والتكيف في فرنسا. تساعد تقاريرها السكان الجدد في فهم البلاد وقوانينها بشكل أفضل.