
في كلمات قليلة
في 8 مايو 1945، وقعت ألمانيا النازية وثيقة الاستسلام، منهيةً بذلك القتال في أوروبا. ومع ذلك، يعتبر العديد من المؤرخين هذا التاريخ أيضًا بداية لتوترات "الحرب الباردة" بين الحلفاء الغربيين والاتحاد السوفيتي.
في 8 مايو 1945، وقّعت ألمانيا النازية وثيقة الاستسلام غير المشروط، منهيةً بذلك ست سنوات من الحرب المدمّرة في أوروبا. يُعدّ هذا التاريخ نقطة تحوّل حاسمة في مسار الحرب العالمية الثانية.
لكن هذا التاريخ، رغم أهميته القصوى، لم يمثّل النهاية الكاملة للحرب العالمية الثانية برمتها، إذ استمر القتال ضد الإمبراطورية اليابانية حتى استسلامها في 2 سبتمبر 1945. والأهم من ذلك، يرى العديد من المؤرخين أن 8 مايو 1945 لم يكن مجرد نهاية للصراع ضد النازية، بل كان أيضًا بداية ظهور توترات جديدة ومرحلة مختلفة من الصراع العالمي.
فمع استسلام ألمانيا، بدأت تتجلى بوضوح الانقسامات والشكوك بين القوى المنتصرة نفسها: الحلفاء الغربيين (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة) والاتحاد السوفيتي. كانت علامات التوتر بين العالم الرأسمالي والعالم الشيوعي موجودة بالفعل قبل ذلك، لكن نهاية الحرب في أوروبا أزالت العدو المشترك وجعلت هذه التوترات تطفو على السطح.
هذه الفترة الانتقالية هي ما سيُعرف لاحقًا باسم "الحرب الباردة"، وهو صراع جيوسياسي وفكري استمر لعقود بين الكتلتين الشرقية والغربية. وهكذا، يُمثل يوم 8 مايو 1945 لحظة تاريخية مركّبة؛ نهاية لحرب مروّعة وبداية لمرحلة جديدة من التنافس والصراع الذي أعاد تشكيل العالم.