
في كلمات قليلة
يروي مسلسل «جينز سوفيتي» قصة الحياة في لاتفيا عام 1979. يصور المسلسل المقاومة اليومية ضد الـ «كي جي بي» من خلال قصة شاب يتاجر في الجينز الغربي.
يأخذنا مسلسل «جينز سوفيتي» (Soviet Jeans)، المكون من ثماني حلقات، إلى لاتفيا عام 1979 ليصور كيف كان جهاز أمن الدولة السوفيتي «كي جي بي» يسحق أحلام السكان بالانفتاح الغربي والحرية.
متى بدأ العد التنازلي لانهيار النظام السوفيتي؟ يقول البعض إنه بدأ مع وصول كارول فويتيلا (البابا يوحنا بولس الثاني) إلى سدة البابوية عام 1978، ويؤكد آخرون أنه مع انتخاب رونالد ريغان عام 1980. من المزايا الكبرى لمسلسل «جينز سوفيتي» هو تسليطه الضوء على أشكال المقاومة اليومية الصغيرة ضد الإمبراطورية الشيوعية القائمة على الكذب والإرهاب التي جسدها الـ «كي جي بي». ربما لم تكن هذه المقاومة مبهرة أو ملحوظة من الخارج، لكنها كانت موجودة.
في ريغا عام 1979، يتجول شاب يدعى رينار على دراجته في شوارع العاصمة بحثًا عن أجانب لشراء ملابس منهم، مثل النظارات، العطور، الأسطوانات الموسيقية، أو السجائر، بهدف إعادة بيعها. كانت له شغف خاص بـ «الجينز». أما صديق طفولته، ماريس، فقد اختار المسار الرمادي للعمل كموظف في الشرطة السياسية (تابعة للكي جي بي) وكان يحسده سرًا. زادت غيرته عندما اكتشف أن المخرجة الفنلندية الساحرة، المكلفة بإخراج مسرحية «هاملت» في مسرح المدينة، معجبة بصديقه. لم يمض وقت طويل حتى وجد رينار نفسه مسجونًا في مصح عقلي.
وُجهت إليه اتهامات متعددة، منها أنه غير اجتماعي، غير متكيف مع النظام، اشتراكي سيء، ومصاب بـ «الفصام الكسول» (نعم، هذا التشخيص كان موجودًا!). لكن رينار كان ماكرًا. تمكن من رشوة الطبيب المسؤول وبدأ، بمساعدة «المرضى المزيفين» الآخرين في غرفته، ورشة سرية لتصنيع الجينز داخل المستشفى الذي تحول إلى سجن لهم.
على مدى أكثر من سبع ساعات، تتكشف أحداث شيقة في إطار لاتفيا السوفيتية الجميلة ظاهريًا، مع قصص تجمع بين الرومانسية، القضايا الاجتماعية، الجوانب الثقافية، والسياسية. هذا المسلسل يذكرنا بقوة الإيحاء بفيلم «حياة الآخرين» (The Lives of Others). إنه يقدم صورة حية لمجتمع يحكمه مسؤولون لا هم لهم سوى الحفاظ على مناصبهم وسحق منافسيهم.
يتمتع هؤلاء المسؤولون بشغف منحرف بمراقبة مواطنيهم، استخدام الابتزاز، وتشجيع الوشاية. يعتقدون أنه كلما زاد عدد المسجونين، زاد شعورهم بالأمان. لم يفهموا أن السجن الوحيد الحقيقي هو الخوف. وعندما تتغلب الأجيال الشابة الباسلة في مدن مثل براغ، غدانسك، أو بودابست على هذا الخوف، فإن الحرية هي التي ستنتصر.