
في كلمات قليلة
حظرت السلطات الفرنسية في ميزيو بضواحي ليون إقامة ملتقى إسلامي بسبب الآراء المتطرفة التي نسبتها الأجهزة الأمنية إلى الدعاة المدعوين، بما في ذلك دعم رجم الزانية ومعاداة السامية.
حظرت سلطات مدينة ميزيو الفرنسية، الواقعة في ضواحي ليون، إقامة النسخة الثالثة من ملتقى "Aux sources" (من الأصول) الذي كان مقرراً عقده هذا الأسبوع. جاء القرار بسبب إعلان مشاركة اثنين من الدعاة المعروفين بآرائهم المتطرفة والمثيرة للجدل.
أكد وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو أنه أصدر "تعليمات واضحة جداً" للمحافظة الإقليمية بشأن حظر الحدث. وصرح الوزير أن السلطات عملت على منع الملتقى الذي يقدم على أنه سلسلة من المحاضرات حول القرآن، والذي كان من المقرر أن يستضيف داعيتين مثيرين للجدل.
أحد المشاركين المعلن عنهم هو فنسنت سوليمن. وتصفه الأجهزة الحكومية بأنه "داعية ينتمي إلى التيار السلفي-الإخواني ومعروف بمواقفه المثيرة للجدل". وكانت محاضرة له قد مُنعت العام الماضي. وشدد برونو ريتايو على أن السلطات "تعرف تماماً هذا الفرد" ومواقفه "المعادية للسامية" و"المعادية للمثليين ومزدوجي الميل الجنسي والمتحولين جنسياً" (LGBT).
وكان فنسنت سوليمن قد وصف فرنسا بأنها "في طليعة العار والانحلال وعدم الكرامة" بعد المصادقة على قانون زواج المثليين. وتشير الأجهزة الحكومية في رسالة إلى عمدة ميزيو، اطلعت عليها وسائل إعلام، إلى أنه "يعرض بانتظام على شبكات التواصل الاجتماعي رفضه لـ'الإسلاموفوبيا الحكومية' و'الصهيونية' و'الحركات النسوية أو حركات المثليين'". وتذكر الرسالة أنه يدلي أو ينقل تصريحات ذات طابع مؤامراتي تتعلق بالنزاع الروسي الأوكراني أو الهجمات الجهادية التي ارتكبت في أوروبا.
كما عثرت الأجهزة على تغريدة معادية لإسرائيل تعود لعام 2022 "تشير إلى أن الكفاح ضد إسرائيل واجب ديني". وتضيف أن هذا المنشور "ذو النبرة الموالية للجهاد، أثار تعليقات تدعو إلى كراهية إسرائيل والإسرائيليين واليهود". ومؤخراً، وصف صحيفة Libération الفرنسية بأنها "نتنة" بعد نشرها مقالاً عن غزة.
الداعية الثاني المستهدف، يوسف إبرام، ينتمي إلى نفس التيار الإسلامي. واشتهر في سويسرا "بترويج أفكار تدعم رجم المرأة الزانية، وإدانة ارتداء النساء لملابس خفيفة، بالإضافة إلى التعبير عن شكوكه حول إمكانية ركوب الفتيات العذراوات الدراجات الهوائية"، كما ذكرت المحافظة. وقد تم إلغاء إحدى محاضراته مؤخراً في جنيف.
بعد محادثات استمرت "عدة أسابيع" بين المحافظة وعمدة المدينة كريستوف كينيو، أعلن الأخير يوم الثلاثاء عن إصدار قرار الحظر. وعلق العمدة على شبكات التواصل الاجتماعي قائلاً: "نظريات المؤامرة، التشكيك في المساواة بين الرجل والمرأة، المساس بكرامة الإنسان: هذه الخطابات ليس لها مكان على أراضينا". كما أشار إلى خطر الإخلال بالنظام العام حول موقع الملتقى.