أكثر من 570 خبيراً قانونياً في فرنسا يحذرون من "انحرافات خطيرة" لقانون "المساعدة على الموت" الجديد

أكثر من 570 خبيراً قانونياً في فرنسا يحذرون من "انحرافات خطيرة" لقانون "المساعدة على الموت" الجديد

في كلمات قليلة

حذر ما يقرب من 600 خبير قانوني فرنسي من مشروع قانون جديد يشرّع "المساعدة على الموت" (القتل الرحيم والانتحار بمساعدة الغير). يعتبرون أنه يقلل من قيمة الحياة ويشكل خطراً على أخلاقيات مهنة الطب ويحتوي على ثغرات قد تؤدي إلى إساءة الاستخدام، ويطالبون بالتركيز على دعم الرعاية التلطيفية.


أصدر أكثر من 570 متخصصاً في القانون في فرنسا، بينهم قضاة ومحامون وأساتذة، تحذيراً شديد اللهجة بشأن مشروع قانون جديد يفتح الباب أمام "المساعدة على الموت". يتضمن المشروع أحكاماً تسمح بالانتحار بمساعدة الغير والقتل الرحيم، وقد تم تبنيه في لجنة الشؤون الاجتماعية بالجمعية الوطنية في 2 مايو 2025، ومن المقرر مناقشته في البرلمان قريباً.

يؤكد الخبراء القانونيون أن هذا القانون سيجعل الموت "علاجاً من بين العلاجات الأخرى" ويشكل "انقطاعاً اجتماعياً وأنثروبولوجياً كبيراً". يرون أنه يهدد القيمة الثمينة للحياة البشرية ويغير تصور المجتمع لدور الطبيب، الذي يجب أن يكون معالجاً ومخففاً للألم، لا مُنهياً للحياة.

ينتقد الموقعون على التحذير اللغة المستخدمة في المشروع التي تتجنب صراحة مصطلحات "الموت" و"الانتحار" و"القتل الرحيم". ويشيرون إلى تعديل وصفوه بـ "الأورويلّي" يعتبر الموت الناتج عن "المساعدة على الموت" كـ"وفاة طبيعية".

تعبر الوثيقة عن قلق بالغ إزاء ضعف الرقابة على هذه الإجراءات، خاصة أن المادة 12 من المشروع تشير إلى أن قرار الطبيب لا يمكن الطعن عليه إلا من قبل الشخص الذي قدم الطلب، ما يطرح سؤالاً ساخراً حول ما إذا كان المتوفى سيقاضي بعد وفاته. كما يثيرون مخاوف بشأن نطاق تطبيق القانون، الذي يسمح به في حالة "مرض خطير وغير قابل للشفاء، يهدد الحياة، في مرحلة نهائية أو متقدمة"، معتبرين أن تعريفاً واسعاً كهذا قد يشمل حالات مثل السكري. وقد رُفض تعديل كان يهدف إلى منع تطبيق القانون على الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية، مما يزيد من مخاطر الانحرافات.

يحذر الخبراء أيضاً من أن المادة 17 من المشروع تجرّم "عرقلة" المساعدة على الموت أو "نشر مزاعم... تهدف إلى التضليل... حول خصائص أو عواقب المساعدة على الموت" بهدف "الردع"، معاقبة ذلك بالسجن والغرامة. ويرون في ذلك قمعاً لحرية التعبير، حيث قد يُعاقب من يذكّر بأن القتل الرحيم هو تسبب متعمد في الموت، أو من يحاول إقناع شخص عزيز بالعدول عن قراره. وفي المقابل، رُفض تعديل يقترح تجريم التحريض على الانتحار بمساعدة الغير.

يقارن الخبراء الوضع في فرنسا بتجربة بلجيكا، حيث تم توسيع نطاق القتل الرحيم بعد تقنينه ليشمل القاصرين والأشخاص الذين يعانون من معاناة نفسية شديدة، وهو ما يُلمح إليه النص الفرنسي أيضاً في مادته الرابعة. يؤكدون أن الدولة يجب أن تركز على تعزيز الرعاية التلطيفية لتخفيف آلام المرضى في نهاية حياتهم، بدلاً من شرعنة إنهاء الحياة، ويحثون الأطباء على التمسك بـ "قسم أبقراط" الذي يمنع التسبب المتعمد في الموت. يعتبرون أن قبول هذا القانون بمثابة ظلم عميق يضر بوحدة المجتمع وكرامة كل فرد.

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

فيكتور - محلل سياسي ذو خبرة طويلة في وسائل الإعلام الأمريكية. تساعد مقالاته التحليلية القراء على فهم تعقيدات النظام السياسي الأمريكي.