
في كلمات قليلة
الانتقال إلى التقاعد هو تغيير كبير في الحياة يجلب معه فرصاً للراحة ولكنه أيضاً يطرح تحديات تتعلق بفقدان الروتين المعتاد وتعريف الذات. التكيف مع هذه المرحلة يتطلب إيجاد أنشطة ومعانٍ جديدة.
يعد الانتقال إلى مرحلة التقاعد تحولاً رئيسياً في مسار حياة الفرد. هذه المرحلة الجديدة يمكن أن تشعر وكأنها تحرر مرحب به من ضغوط العمل، لكنها بالنسبة للكثيرين تصبح أيضاً مصدراً للقلق وعدم اليقين. غالباً ما يصاحب الراحة المستحقة تحديات تتعلق بفقدان الروتين المعتاد ومكانة الفرد في المجتمع.
بالنسبة للبعض، يمثل التقاعد تحرراً حقيقياً. يمكنهم أخيراً الانغماس في الأنشطة التي لم يكن لديهم وقت لها من قبل: السفر، قضاء الوقت مع العائلة، ممارسة الهوايات القديمة. ومع ذلك، بالنسبة للآخرين، يمكن أن يكون هذا الحدث بمثابة "قفزة في الفضاء". لقد لعب العمل على مدار سنوات عديدة دوراً محورياً في حياة الشخص، حيث شكّل دائرته الاجتماعية، ونظامه اليومي، وحتى مفهومه عن ذاته.
فقدان العمل يمكن أن يؤدي إلى خلل في التوازن المعتاد، وتغيير في نظرة الفرد لنفسه، وصعوبات في العلاقات الشخصية. الأشخاص الذين كانوا يعرفون أنفسهم من خلال مهنتهم يواجهون فجأة سؤالاً: "من أنا الآن، بعد أن لم أعد أعمل؟" على الرغم من أن العديد من المتقاعدين يعيشون حياة نشطة، ويمارسون الرياضة، ويشعرون بأنهم شباب، إلا أن صفة "متقاعد" نفسها في الوعي العام ترتبط أحياناً بـ"الشيخوخة"، مما قد يسبب تناقضاً داخلياً.
التكيف مع التقاعد يتطلب وقتاً وجهداً. من المهم إيجاد معانٍ جديدة، وأنشطة، وعلاقات اجتماعية تساعد على ملء الفراغ الذي ظهر بعد ترك العمل. يمكن أن تكون هذه الفترة وقتاً للراحة المستحقة وتحقيق الذات، أو فترة للبحث عن اتجاهات جديدة والتغلب على الصعوبات الداخلية.