حمى الشيكونغونيا: كيف تتعرف على أعراضها وآلام المفاصل الشديدة التي تسببها؟

حمى الشيكونغونيا: كيف تتعرف على أعراضها وآلام المفاصل الشديدة التي تسببها؟

في كلمات قليلة

حمى الشيكونغونيا، التي تتميز بآلام مفاصل شديدة، تنتشر خارج المناطق الاستوائية بسبب انتشار بعوض النمر. من الضروري التعرف على أعراضها واتخاذ تدابير الوقاية.


تنتقل حمى الشيكونغونيا بشكل أساسي عن طريق البعوض من نوع Aedes aegypti، وفي المناطق المعتدلة مثل أجزاء من أوروبا، عن طريق البعوض من نوع Aedes albopictus (المعروف أيضاً باسم بعوض النمر). تسببت هذه الحمى التي ينقلها البعوض في أضرار كبيرة في جزيرة لا ريونيون مؤخراً. والآن أصبحت الظروف مواتية تماماً لانتشارها في مناطق جديدة لم تكن منتشرة بها سابقاً.

قصة طبيب يدعى ديفيد من لا ريونيون تسلط الضوء على بداية المرض. بعد قضاء أمسية عادية، استيقظ فجأة في منتصف الليل. وصف الألم قائلاً: "كان لدي آلام فظيعة في القدمين والكاحلين والساقين، وشعور حرفي بأنني تعرضت للضرب المبرح". كونه طبيباً ويعرف أن زوجته وأطفاله أصيبوا بالمرض قبل أسبوعين، أدرك ديفيد بسرعة ما حدث. لدغة بعوضة نقلت إليه الفيروس، كما حدث لعائلته وللعديد من الأشخاص.

تتشابه العديد من أعراض الشيكونغونيا مع تلك الخاصة بالفيروسات الأخرى: حمى شديدة، غثيان، صداع، إرهاق شديد، آلام في العضلات، وأحياناً التهاب الملتحمة. ثم يظهر طفح جلدي يتكون من العديد من البثور الحمراء الصغيرة على الجذع والذراعين والوجه، مما يسبب حكة. لكن ما يميز الشيكونغونيا بشكل خاص هو آلام المفاصل المعيقة، خاصة في القدمين والكاحلين والركبتين واليدين والمعصمين، وأحياناً في أسفل الظهر، ونادراً في الوركين أو الكتفين.

هذه الآلام يمكن أن تجعل المريض طريح الفراش لعدة أيام. تختلف عن الإنفلونزا، حيث يتحسن المريض بعد أيام قليلة، في الشيكونغونيا تكون المرحلة الحادة عنيفة وتستمر لعدة أيام، ثم تنخفض الحمى ويزول الغثيان، لكن آلام المفاصل تستمر. وصف ديفيد الألم بأنه ليس مثل آلام العضلات بعد التمرين أو ألم الالتواء، بل هو ألم يقع داخل المفصل، حساس للضغط والحركة. لا يوجد عادة تورم أو احمرار ظاهر في المفصل المصاب، مما يجعله يبدو طبيعياً بصرياً.

حتى بعد مرور شهر، قد يستمر تيبس المفاصل في الصباح الباكر والألم في المفاصل عند بداية الحركة. كما يزداد الإرهاق العضلي.

هناك خصوصية أخرى للشيكونغونيا وهي احتمال عودة الآلام بعد أسابيع من التحسن الأولي. لاحظ ديفيد أن بعد ثلاثة أسابيع من المرحلة الحادة، حيث انخفضت شدة الألم بشكل كبير، عاد الألم ليزداد مرة أخرى لدرجة أنه اضطر لاستخدام المسكنات. تحدث هذه العودة المؤلمة لدى حوالي ثلث المصابين ولا تعتبر "شيكونغونيا طويلة الأمد"، والتي تشخص فقط إذا استمرت الأعراض لأكثر من ثلاثة أشهر.

يتوفر لقاح ضد الشيكونغونيا حديثاً، ولكن بمجرد الإصابة بالمرض، لا يوجد علاج مضاد للفيروسات محدد. ينصح الأطباء بالعلاج الداعم الذي يركز على تخفيف الأعراض، وخاصة الألم. استخدم ديفيد الباراسيتامول، وأحياناً مع الكوديين. يحذر من استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) خلال المرحلة الحادة، حيث تشير بعض الدراسات إلى وجود علاقة بين استخدامها وزيادة خطر ظهور أعراض طويلة الأمد.

بعد الوباء الكبير في لا ريونيون، يتوقع أن يمتد هذا الفيروس الذي ينقله البعوض إلى مناطق جديدة. في عام 2024، تم تسجيل 34 حالة وافدة في البر الرئيسي الفرنسي؛ وفي الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025، تجاوز العدد 900 حالة! بعوض النمر (Aedes albopictus)، ناقل الفيروس، منتشر الآن على نطاق واسع. تشير الدراسات إلى أن الظروف مواتية تماماً لكي يصبح المرض، الذي كان مقتصراً لفترة طويلة على البلدان الاستوائية وشبه الاستوائية، مستوطناً في مناطق جديدة.

للحد من المخاطر، تعتبر الشيكونغونيا مرضاً يجب الإبلاغ عنه رسمياً وتتخذ إجراءات محددة حول كل حالة جديدة: مكافحة البعوض في المنطقة المحيطة، اتخاذ تدابير لمنع المريض من أن يلدغه بعوض آخر يمكن أن ينقل الفيروس للآخرين، واتخاذ احتياطات خاصة للأشخاص المقربين، وخاصة النساء الحوامل. لا يزال من الضروري تعلم كيفية التعرف على المرض، حتى في الأماكن التي لم يتعود فيها الجمهور على مواجهته بعد.

نبذة عن المؤلف

إيلينا - صحفية تحقيقات ذات خبرة، متخصصة في المواضيع السياسية والاجتماعية في فرنسا. تتميز تقاريرها بالتحليل العميق والتغطية الموضوعية لأهم الأحداث في الحياة الفرنسية.