مكافحة المخدرات: هل القضاء على النقد الورقي يحد من الجريمة؟ وزير فرنسي يثير الجدل

مكافحة المخدرات: هل القضاء على النقد الورقي يحد من الجريمة؟ وزير فرنسي يثير الجدل

في كلمات قليلة

وزير فرنسي يقترح إلغاء النقد لمكافحة تجارة المخدرات والجريمة. تجارب دولية تظهر أن هذه الخطوة قد تقلل من بعض الجرائم لكنها تزيد من أخرى وتخلق مخاطر جديدة.


أثار وزير فرنسي تساؤلات حول فعالية إلغاء النقد الورقي كوسيلة لمكافحة تجارة المخدرات والجريمة المالية. هذه الفكرة، التي طرحها الوزير، تواجه آراء متضاربة وتجارب دولية مختلفة.

جاءت فكرة التخلي عن الأموال النقدية بشكل كامل أو شبه كامل من قبل الوزير الفرنسي خلال جلسة استماع أمام لجنة تحقيق في مجلس الشيوخ الفرنسي حول الجريمة المالية. صرح الوزير بأن التخلص من النقد سيجعل التتبع المالي أسهل بكثير، مما يعرقل نشاط المنظمات الإجرامية.

مع ذلك، أقر الوزير نفسه بأن هذا الإجراء من غير المرجح أن يحصل على أغلبية برلمانية لدعمه. وأشار أيضاً إلى أن بعض الدول الأخرى قد قلصت استخدام النقد بشكل كبير وأن سكانها يتكيفون مع ذلك بشكل جيد.

ولكن، هل إلغاء النقد فعال حقاً في محاربة تجارة المخدرات؟ الآراء حول هذا الموضوع متباينة جداً.

في أستراليا، حيث أصبح استخدام العملات النقدية قليلاً جداً، أظهر استطلاع رأي أجري عام 2019 أن معظم المشاركين لاحظوا انخفاضاً كبيراً في استهلاكهم للمخدرات والكحول. قد يشير هذا، بشكل غير مباشر، إلى وجود صلة بين توفر النقد وأنواع معينة من الاستهلاك.

على النقيض من ذلك، كشفت مقابلة أجرتها صحيفة بريطانية عام 2018 مع أحد تجار المخدرات أن عمله ازدهر بفضل التحول إلى المدفوعات الرقمية. يدفع عملاؤه عبر شبكة الإنترنت المظلم (dark web)، أو العملات المشفرة، أو تطبيقات التحويل الفوري. قال التاجر إن البيع عبر الإنترنت المظلم أسهل وأكثر أماناً بالنسبة له من البيع في الشارع، كما أنه أكثر ربحية لأنه يبيع بكميات كبيرة. وأكد أنه لا يوجد أي نقد على الإطلاق بين المستهلك والتاجر، مما يجعله يعتقد أن الوعود الحكومية بإنهاء تجارة المخدرات بإلغاء النقد هي مجرد أكاذيب.

تأثير تقليل العملات النقدية على الجريمة المالية بشكل عام هو أيضاً متناقض. تشير تجربة الدول الإسكندنافية، الرائدة في أوروبا في مجال المدفوعات غير النقدية، إلى أن بعض أنواع الجرائم تختفي بفضل شبه إلغاء النقد. ففي الدنمارك، على سبيل المثال، لم تحدث أي عملية سرقة بنك في عام 2022، وهو أمر غير مسبوق. وفي السويد، انخفضت سرقات النقد في وسائل النقل وسيارات الأجرة بشكل كبير، لسبب بسيط هو عدم وجود نقد يمكن سرقته.

لكن في المقابل، هناك زيادة حادة في أنواع أخرى من الجرائم. فقد تضاعف الاحتيال عبر الإنترنت في السويد ثماني مرات خلال عشر سنوات، لا سيما الاحتيال في المساعدات الاجتماعية وسرقة الهويات المصرفية. هذا يوضح أن نهاية عصر النقد لا تعني نهاية الجريمة المالية؛ بل هي تتحول وتتخذ أشكالاً جديدة.

علاوة على ذلك، يطرح التخلي الكامل عن الأموال المادية مشاكل أخرى. إذا كان اقتصاد الدولة يعتمد كلياً على الإنترنت والمدفوعات الرقمية، فإنه يصبح عرضة بشكل كبير للهجمات السيبرانية أو التهديدات الدولية. يكفي قطع التيار الكهربائي أو الإنترنت ليشهد البلد توقفاً كاملاً لنظامه المالي.

لهذا السبب، بدأت السويد والنرويج مؤخراً في تشجيع مواطنيها على عدم التخلي تماماً عن الأموال النقدية كنوع من الاحتياطي أو الأمان في حالات الطوارئ.

نبذة عن المؤلف

أندريه - صحفي رياضي، يغطي الرياضات الأمريكية. تتيح تقاريره عن مباريات NBA وNFL وMLB للقراء الغوص في عالم الرياضة الأمريكية المثير.