صراع الثقافات في الريف الفرنسي: الوافدون الجدد من المدن يواجهون صعوبة في التعايش مع الحياة الزراعية

صراع الثقافات في الريف الفرنسي: الوافدون الجدد من المدن يواجهون صعوبة في التعايش مع الحياة الزراعية

في كلمات قليلة

تشهد منطقة غران ليو في فرنسا زيادة في النزاعات بين المزارعين المحليين والوافدين الجدد من المدن. الوافدون يجدون صعوبة في فهم خصوصيات الحياة الريفية ويتذمرون من الروائح والضوضاء. السلطات المحلية توزع كتيبات للتثقيف.


أصبحت الحياة في المناطق الريفية الفرنسية، خاصة تلك التي تتميز بنشاط زراعي كثيف، تمثل تحديًا للوافدين الجدد من المدن. في منطقة غران ليو في إقليم لوار-أتلانتيك، التي تضم حوالي 191 مزرعة متنوعة (كروم، خضروات، دواجن، ألبان) على مساحة تقدر بـ 16 ألف هكتار، تظهر توترات وصراعات متزايدة بين السكان الأصليين والوافدين الجدد الذين يطلق عليهم اسم "الريفيون الجدد".

تشمل شكاوى الوافدين الجدد الرئيسية الروائح الكريهة المنبعثة من المزارع، وضجيج الآلات الزراعية، بما في ذلك تلك التي تعمل ليلًا، والمظهر العام للريف الذي قد لا يتطابق مع تصوراتهم المثالية. بالإضافة إلى ذلك، يواجه المزارعون مشكلة إلقاء النفايات بشكل غير قانوني على أراضيهم، والسرقات، وحتى قضاء الحاجة على ممتلكاتهم الخاصة. ووفقًا لفريديريك لوني، نائب رئيس مجتمع بلديات غران ليو لشؤون الممارسات الزراعية، فإن العديد من الوافدين، على الرغم من أنهم قد يدّعون أن لديهم "جذورًا قروية"، إلا أنهم لا يفهمون حقائق الأعمال الزراعية الحديثة واستخدام المعدات الكبيرة والثقيلة.

العالم الريفي يرغب في أن يُسمع ويُحترم.

دفع هذا الوضع السلطات المحلية وممثلي القطاع الزراعي إلى التحرك. ففي الربيع الماضي، تم توزيع كتيب خاص بعنوان "العيش المشترك بسلام في غران ليو" على 42 ألف ساكن في المنطقة. يشرح الكتيب المكون من 12 صفحة أسباب الروائح المميزة في الريف، ويوضح مخاطر إلقاء النفايات غير القانوني، ويتحدث عن الحياة اليومية والتحديات التي يواجهها المزارعون. وبالتوازي مع ذلك، أطلقت الغرفة الزراعية الإقليمية لمنطقة باي دو لا لوار حملة توعية تهدف إلى تعريف سكان المدن بأهمية الزراعة الحيوية والاستراتيجية، وزنها الاقتصادي والاجتماعي، والتحديات التي يواجهها المزارعون.

يشير ممثلو القطاع الزراعي إلى أن التمدد العمراني وتركز السكان في المدن الكبرى أدى إلى فقدان معظم الناس الاتصال بـ "واقع الحياة الحية" والعمل الزراعي. كما أن جائحة كوفيد-19 والإجراءات المرتبطة بها عززت اتجاه انتقال سكان المدن إلى الريف، مما أدى بدوره إلى زيادة في عدد النزاعات اليومية و"صدمة الثقافات". يضطر المزارعون، مثل مزارع الخضروات أنتوني لافاج، إلى تركيب كاميرات مراقبة في مزارعهم بسبب تزايد حوادث التخريب والسرقة. يسلط الوضع الضوء على ضرورة الاحترام المتبادل والتفاهم بين الفئات المختلفة التي تعيش في المناطق الريفية.

نبذة عن المؤلف

ماريا - صحفية في قسم الثقافة، تغطي الأحداث في عالم الفن والترفيه في فرنسا. تجد مقالاتها عن هوليوود، برودواي، والمشهد الموسيقي الأمريكي صدى لدى القراء.