الحذاء الذهبي لكيليان مبابي يثير الجدل: لماذا أثارت الجائزة السخرية؟

تُوج المهاجم الفرنسي كيليان مبابي بجائزة "الحذاء الذهبي الأوروبي" عن الموسم المنصرم، بعدما سجل 31 هدفاً مع فريقه ريال مدريد في الدوري الإسباني (لا ليغا). تُمنح هذه الجائزة لأفضل هداف في الدوريات الأوروبية بناءً على إحصائيات الأهداف فقط.

مع ذلك، فإن طريقة احتساب النقاط التي تحدد الفائز بالجائزة تثير جدلاً واسعاً وتتعرض لانتقادات كبيرة. تعتمد هذه الطريقة على منح نقاط مختلفة للأهداف بحسب قوة الدوري وفقاً لتصنيف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا). ففي الدوريات الخمس الكبرى (إنجلترا، ألمانيا، إسبانيا، إيطاليا، فرنسا)، يُضرب عدد الأهداف في معامل 2. بينما في الدوريات المصنفة من المركز السادس إلى الثاني عشر، يُضرب عدد الأهداف في معامل 1.5، وفي بقية الدوريات يُضرب في معامل 1.

بناءً على هذه القاعدة، سجل مبابي 31 هدفاً ليحصل على 62 نقطة (31 × 2). في المقابل، سجل المهاجم السويدي فيكتور جيوكيريس 39 هدفاً مع سبورتينغ لشبونة في الدوري البرتغالي، وهو العدد الأكبر من الأهداف في جميع الدوريات الأوروبية هذا الموسم. لكن لأن الدوري البرتغالي يستخدم معامل 1.5، حصل جيوكيريس على 58.5 نقطة فقط (39 × 1.5)، ليحتل المركز الثاني خلف مبابي.

هذا يعني أن هدفاً يُسجل في دوري من الدوريات الخمس الكبرى، حتى لو كان ضد فريق متواضع، يُحتسب بنقاط أكثر من هدف يُسجل في دوري آخر قوي (مثل الدوري البرتغالي أو الهولندي) حتى لو كان ضد فريق كبير يشارك في دوري أبطال أوروبا. ويرى النقاد أن هذه الطريقة لا تعكس بالضرورة الهداف الأفضل حقاً في القارة، لأنها تفضل اللاعبين في الدوريات الأعلى تصنيفاً بغض النظر عن مستوى المنافسة داخل تلك الدوريات.

بدأت هذه الطريقة في احتساب النقاط عام 1996 من قبل جمعية وسائل الإعلام الرياضية الأوروبية (ESM). ومنذ ذلك الحين، فاز بالجائزة لاعبان اثنان فقط من خارج الدوريات الخمس الكبرى. يرى الكثيرون أن الجائزة بهذه الطريقة تفتقر إلى النزاهة وتضييق نطاق التقييم على مجرد الأهداف في بطولات معينة. هناك جوائز أخرى، مثل جائزة جيرد مولر التي تمنحها مجلة فرانس فوتبول، والتي تأخذ في الاعتبار الأهداف المسجلة في الكؤوس المحلية والأوروبية بالإضافة إلى المباريات الدولية، مما يوفر تقييماً أكثر شمولاً.

في النهاية، مع نظام احتساب النقاط المثير للجدل، يصبح الادعاء بأن مبابي هو ببساطة الهداف الأفضل في أوروبا محل تساؤل، خاصة عندما يتفوق عليه لاعب آخر بعدد الأهداف الإجمالي.