
في كلمات قليلة
يواجه جزار سابق في مارسيليا عقوبة السجن النافذ بتهمة استغلال ظروف سكن غير لائقة وتحقيق ثروة من خلال استغلال المستأجرين الضعفاء.
المطالبة بسجن جزار سابق لمدة سنة واحدة نافذة بتهمة "استغلال البؤس الإنساني"
طالب الادعاء العام، يوم الجمعة، بسجن جزار سابق من مارسيليا، يبلغ من العمر 85 عامًا، لمدة أربع سنوات، منها سنة واحدة نافذة، بعد أن تحول إلى «تاجر أزمات سكن»، متهمًا إياه ببناء ثروته على «استغلال البؤس الإنساني».
في نظر النيابة العامة، أصبح هذا الرجل، المتهم باستغلال أشخاص ضعفاء وإخضاعهم لظروف سكن غير لائقة بالكرامة الإنسانية، «أحد أكبر تجار الأزمات السكنية في مارسيليا» بفضل حوالي ستين مسكنًا يمتلكها في الأحياء الفقيرة في وسط المدينة. وقال المدعي العام غيوم بريسييه صباح الجمعة: «في نويي، أحد أفقر الأحياء في فرنسا، يوجد كيميائيون جدد، يأخذون الحجر المعرض للخطر ويحولونه إلى ذهب»، مستشهدًا بمثال مبنى تم شراؤه مقابل 120 ألف يورو، وحقق له ما يقرب من 800 ألف يورو.
وأكد القاضي أن هذه الإيرادات تحققت بشكل رئيسي من خلال المساعدة الشخصية للإسكان (APL) التي تدفعها CAF للمستأجرين، والذين تم اختيارهم بعناية من قبل رافائيل زينو بناءً على هذا المعيار، معتبرًا أن «بناء التراث العقاري» للمتهم تم «بأموال التضامن الوطني». وأحال المدعي العام المحكمة إلى الصور المؤثرة التي التقطها المحققون، وأضاف شهادته الخاصة، في فندق قديم مفروش تم تحويله إلى استوديوهات، حيث «كان السكان يضعون ملابسهم في أكياس بلاستيكية في الثلاجة لمكافحة الرطوبة والفئران».
المطالبة بغرامة قدرها 75 ألف يورو
روت إحدى المستأجرات لدى السيد زينو في قاعة المحكمة كيف أن طفلها «وصل إلى الرطوبة، وإلى الفئران، وإلى الظروف غير الصحية، واستمر ذلك لمدة أربع سنوات». وبسبب حرمانها من الماء الساخن، كانت تقوم بتسخين الماء في قدر لغسل طفلها الرضيع. أما المخالفات الوحيدة التي اعترف بها رافائيل زينو - «اثنان أو ثلاثة أخطاء صغيرة»، كما اعترف - فتتعلق بالمطالبة بالإيجارات في مبنى متضرر بأوامر الخطر.
وردًا على سؤال شرطي ذكّره بهذا الحظر عبر الهاتف، أجاب السيد زينو: «إذا كان المستأجرون أغبياء بما يكفي للدفع، فلن أعيد لهم أموالهم». وفي محضره، ذكر المحقق عبارة أخرى، لزوجته سارة زينو: «لم يعد لدينا مال، لقد قمنا بأعمال ترميم، يجب عليهم أن يدفعوا!».
بالإضافة إلى الغرامة البالغة 75 ألف يورو المفروضة على المتهم، طالب المدعي العام أيضًا بمصادرة العديد من المساكن والمبالغ المحجوزة في حساباته أو حسابات شركتيه العقاريتين، ليبلغ إجماليها أكثر من مليون يورو. وطُلِب الحكم بالسجن لمدة ثلاثين شهرًا مع وقف التنفيذ وغرامة قدرها 50 ألف يورو على سارة زينو، البالغة من العمر 81 عامًا، زوجة المتقاعد، والتي كانت مسؤولة عن الإدارة. كما طُلِب فرض غرامات قدرها 100 ألف و300 ألف يورو على الشركتين العقاريتين العائليتين المالكتين لمعظم العقارات.
ورد المتهم، يوم الجمعة، في نهاية الجلسة قائلًا: «لقد صفعتني هذه القضية. في سن 85، لا أريد أن أستمر»، معلنًا عن نيته «بيع كل شيء في أقرب وقت ممكن»: «يا للأسف، لأن المستأجرين هم حياتي». ودعا محاميه، م. فابريس جيليتا، الذي ركز على عمر موكله، «الأمر الذي لا يعفيه من كل شيء»، المحكمة إلى عدم جعل هذه القضية مثالًا «باسم مكافحة السكن غير اللائق»: «مهما كانت الأخطاء والعيوب المرتكبة، فإنه لا يستحق التعرض لعقوبات شديدة».
مع الاعتراف بأن هذه القضية الرمزية وصلت «متأخرة بعض الشيء»، أكد المدعي العام أن المتهمين «لم يقوموا بتسوية الأمور»: «حسنًا، عمره 85 عامًا، لكنه استغل البؤس لمدة ثلاثين عامًا و(...) يجب على العدالة أن تقول إنه لا يمكنه فعل ذلك». تم تأجيل الحكم إلى 12 مايو.