قمة صينية-أوروبية في بكين: خلافات تجارية وحرب أوكرانيا تهيمن على المحادثات

قمة صينية-أوروبية في بكين: خلافات تجارية وحرب أوكرانيا تهيمن على المحادثات

في كلمات قليلة

يستعد قادة الاتحاد الأوروبي لزيارة بكين لحضور قمة بمناسبة الذكرى الخمسين للعلاقات الدبلوماسية، وسط توترات متصاعدة. تركز الخلافات على قضايا التجارة، مثل الرسوم الأوروبية على السيارات الكهربائية الصينية والتحقيقات الصينية المضادة للإغراق، بالإضافة إلى الموقف من الحرب في أوكرانيا الذي يلقي بظلاله على العلاقات.


أكدت بكين يوم الاثنين أن قادة الاتحاد الأوروبي سيزورون الصين يوم الخميس لحضور قمة، في وقت تتصاعد فيه التوترات بين الشريكين التجاريين الرئيسيين. وتشمل الملفات التي تعكر صفو العلاقات الثنائية الرسوم الأوروبية الإضافية على المنتجات الصينية والقيود على الصادرات، بالإضافة إلى الموقف من الحرب في أوكرانيا.

تأتي القمة المرتقبة هذا الأسبوع للاحتفال بمرور 50 عامًا على العلاقات الدبلوماسية بين الصين والمجموعة الاقتصادية الأوروبية، التي أصبحت فيما بعد الاتحاد الأوروبي. وأكدت وزارة الخارجية الصينية يوم الاثنين أن رئيس المجلس الأوروبي ورئيسة المفوضية الأوروبية سيزوران بكين لهذه المناسبة. كما أكد المسؤولان حضورهما في بيان يوم الجمعة، موضحين أنهما سيلتقيان بالرئيس الصيني شي جين بينغ لمناقشة "العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين والتحديات الجيوسياسية الحالية، بما في ذلك الحرب التي تشنها روسيا في أوكرانيا".

وتهدف القمة إلى إجراء "مناقشات صريحة وبناءة حول القضايا التي تهم الطرفين". ويسعى الاتحاد الأوروبي إلى "حوار ومشاركة حقيقية وتقدم ملموس"، بهدف بناء "علاقة عادلة ومتوازنة تعود بالنفع على كلا الجانبين"، مع التركيز بشكل خاص على الجوانب التجارية والاقتصادية للعلاقة.

ملفات خلافية متعددة

على الرغم من أن العلاقات بين بكين وبروكسل ليست متدهورة بنفس القدر الذي وصلت إليه مع واشنطن، إلا أن الخلافات قد تزايدت في السنوات الأخيرة في قطاعات مثل صناعة السكك الحديدية، والألواح الشمسية، وتوربينات الرياح. يخشى الاتحاد الأوروبي من أن فائض الإنتاج الصيني، المدعوم بالإعانات الحكومية، قد يؤدي إلى تفاقم العجز التجاري الكبير وإغراق السوق الأوروبية بمنتجات صينية رخيصة على حساب الشركات الأوروبية.

وتصاعد الخلاف في أكتوبر 2024 مع فرض الاتحاد الأوروبي رسومًا جمركية إضافية على السيارات الكهربائية المصنعة في الصين. تصل هذه الرسوم إلى 35%، بالإضافة إلى نسبة 10% المفروضة سابقًا، وهو ما اعتبرته بعض الشركات الأوروبية العاملة في الصين إجراءً يستهدفها. وردًا على ذلك، قدمت بكين شكوى لدى منظمة التجارة العالمية في يناير 2025 ضد هذا القرار الذي وصفته بأنه "حمائي".

من جانبها، أطلقت الصين تحقيقات لمكافحة الإغراق تستهدف واردات لحم الخنزير ومنتجات الألبان والمشروبات الروحية القائمة على النبيذ من أوروبا، وخاصة الكونياك الفرنسي. ومع ذلك، تجنبت كبرى شركات التصدير مثل هينيسي وريمي كوانترو ومارتيل الضرائب التي أعلنتها بكين، والتي سيتم استبدالها بزيادات في الأسعار.

وفي سياق التحضير للقمة، أعلن القادة الأوروبيون أنهم سيسعون لتخفيف القيود الصينية على صادرات المواد الخام الحيوية، التي لا غنى عنها في إنتاج الهواتف المحمولة والسيارات الكهربائية. وكانت بكين قد فرضت في أبريل على الشركات الصينية الحصول على ترخيص قبل تصدير هذه المواد إلى أي دولة.

ملف آخر عالق يتعلق بالأجهزة الطبية، حيث أعلنت المفوضية الأوروبية في 20 يونيو استبعاد الشركات الصينية من العقود العامة التي تتجاوز قيمتها خمسة ملايين يورو، بسبب القيود المفروضة على الشركات الأوروبية في السوق الصينية. ورداً على ذلك، أعلنت بكين عن إجراءات انتقامية مماثلة تستهدف الشركات الأوروبية.

ظل الحرب في أوكرانيا

تثير الشراكة الاقتصادية والدبلوماسية الوثيقة بين الصين وروسيا شكوكًا لدى العديد من عواصم الاتحاد الأوروبي، التي تتهم بكين بتقديم دعم غير مباشر للمجهود الحربي الروسي.

وعلى الرغم من دعوات الصين المنتظمة لإجراء محادثات سلام واحترام وحدة أراضي جميع البلدان، بما في ذلك أوكرانيا ضمنيًا، إلا أنها لم تدن روسيا قط. على العكس من ذلك، تعززت العلاقات بين البلدين منذ بدء الغزو الروسي في فبراير 2022. وفي 15 يوليو، صرح الرئيس الصيني شي جين بينغ لوزير الخارجية الروسي بأن البلدين يجب أن "يعززا دعمهما المتبادل" في ظل الضغوط الأمريكية لإنهاء الحرب.

وتتهم العديد من العواصم الأوروبية العملاق الآسيوي بتقديم دعم اقتصادي حاسم لموسكو في حربها. وفي الأسبوع الماضي، أعلن الاتحاد الأوروبي عن حزمة عقوبات جديدة تستهدف عائدات النفط الروسية، وتشمل أيضًا بعض الكيانات الصينية. ونددت وزارة التجارة الصينية يوم الاثنين بهذه العقوبات، معتبرة أنها "تتعارض مع روح التوافق بين القادة الصينيين والأوروبيين" وسيكون لها "تأثير سلبي خطير" على العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والاتحاد الأوروبي.

نبذة عن المؤلف

سيرجي - محلل اقتصادي، يحلل الأسواق المالية في فرنسا والاتجاهات الاقتصادية العالمية. تساعد مقالاته القراء على فهم العمليات الاقتصادية المعقدة.