
في كلمات قليلة
أطلقت رئيسة اليونيسف في فرنسا، أديلين هازان، تحذيرًا بأن الأطفال لم يعانوا من ويلات الحروب كما يعانون اليوم منذ عام 1945. وأشارت إلى أن أكثر من 473 مليون طفل يعيشون في مناطق نزاع، مسلطة الضوء على قضية الأطفال الأوكرانيين المنفصلين عن عائلاتهم وتراجع الدعم الدولي لحماية الأطفال.
حذرت رئيسة منظمة اليونيسف في فرنسا، أديلين هازان، من أن الأطفال في مناطق النزاع يعانون اليوم أكثر من أي وقت مضى منذ عام 1945. جاء هذا التصريح المقلق خلال مؤتمر صحفي، حيث أكدت أن الإنسانية تشهد تدهوراً خطيراً في حماية حقوق الطفل.
وفقًا لبيانات المنظمة، يعيش حاليًا أكثر من 473 مليون طفل، أي ما يعادل طفلًا واحدًا من كل ستة أطفال في العالم، في منطقة متأثرة بالصراعات المسلحة. وقد تضاعفت هذه النسبة بشكل كبير من 10% في التسعينيات إلى ما يقرب من 19% اليوم، مما يرسم صورة قاتمة لمستقبل الأجيال الجديدة.
وأوضحت هازان أن هناك سببين رئيسيين لهذا التدهور المأساوي. أولًا، الاستخدام المتزايد للأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان، والذي أصبح السبب الرئيسي لوفاة وإصابة الأطفال في معظم النزاعات، حيث يمثل أكثر من 70% من الحالات. ثانيًا، الزيادة الهائلة في حالات العنف الجنسي، حيث ارتفعت الحالات الموثقة للاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي ضد الأطفال بنسبة 35% في عام 2024 وحده.
وسلطت رئيسة اليونيسف الضوء على قضية الأطفال الأوكرانيين الذين تم فصلهم عن عائلاتهم قسرًا خلال الحرب. ورغم عدم تأكيدها للأرقام الدقيقة، شددت على أن اليونيسف \"تعبئ كل جهودها\" للوصول إلى هؤلاء الأطفال وتقديم المساعدة اللازمة لهم وتسهيل لم شملهم مع أسرهم. وقالت: \"نحث جميع الأطراف على إعطاء الأولوية للبحث عن الأسر ولم شملها، والامتناع عن أي إجراء من شأنه تغيير جنسية الطفل أو جعل إعادة توحيده بأسرته أكثر صعوبة\".
كما أشارت إلى أن الأطفال الذين تم إنقاذهم يتلقون دعمًا نفسيًا واجتماعيًا مكثفًا، بالإضافة إلى المساعدة التعليمية والقانونية، لإعادة دمجهم في بيئة آمنة ومستقرة. ووفقًا لمسح أجرته اليونيسف، أفاد واحد من كل خمسة أطفال في أوكرانيا بفقدانه لأحد أقاربه أو أصدقائه بسبب الحرب.
وفي ختام حديثها، وجهت هازان نقدًا حادًا للمجتمع الدولي، قائلة إن قضايا الطفل \"تختفي من الأجندة السياسية والموازنات\". وأعربت عن قلقها من أن دولًا مثل فرنسا قد خفضت مساعداتها الإنمائية الرسمية بنسبة تقارب 40% في عام واحد، مؤكدة أن الأطفال، وخاصة في مناطق الحرب، سيكونون أول من يدفع ثمن هذا التراجع.