
في كلمات قليلة
انتقد الصحفي البريطاني والمناصر لإسرائيل، جوناثان ساسردوتي، بشدة خطة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للاعتراف بدولة فلسطينية. وحذر ساسردوتي من أن هذه الخطوة "سابقة لأوانها وخطيرة"، معتبراً إياها مكافأة لحماس وتقويضاً للاستقرار في المنطقة.
وصف الصحفي البريطاني والمناصر لإسرائيل، جوناثان ساسردوتي، قرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالاعتراف بدولة فلسطين بأنه "جنوني" و"خطير للغاية". وفي تحليل حاد، حذر ساسردوتي من أن مثل هذه الخطوة، دون شروط مسبقة صارمة، لا تشكل خطرًا على إسرائيل فحسب، بل على استقرار المنطقة بأكملها.
ويرى ساسردوتي أن الرئيس ماكرون "وقع في فخ"، معتبراً أن "الاعتراف الفوري بدولة فلسطينية لن يكون سابقاً لأوانه فحسب، بل سيكون خطيراً أيضاً". ويشاطر الصحفي البريطاني موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن هذا القرار "يكافئ الإرهاب"، في إشارة إلى هجمات 7 أكتوبر.
ويجادل ساسردوتي بأنه لا يوجد حالياً أي حركة سياسية فلسطينية مهيمنة تجسد المسؤوليات المتوقعة من دولة جديرة بهذا الاسم. ويصف الوضع قائلاً: "لدينا من جهة كيان تقوده جماعة إرهابية شنت حرب إبادة جماعية بوحشية لم يسبق لها مثيل، ومن جهة أخرى، حكم أثرياء فاسد في الضفة الغربية، حيث يعود تاريخ آخر انتخابات إلى عشرين عاماً".
ويتساءل ساسردوتي عن توقيت هذا الإعلان، مشيراً إلى أن الأزمة الحالية هي نتيجة مباشرة لعمل إرهابي مروع. ويضيف: "إذا لم يكن حل الدولتين والاعتراف بفلسطين مطروحين قبل عامين، فما الذي تغير منذ ذلك الحين؟ لا شيء، سوى هذا العمل الإرهابي الوحشي. وبالتالي، نصل إلى مكافأة الإرهاب".
ويعتبر أن الرسالة الموجهة إلى الفلسطينيين إشكالية للغاية، حيث توحي بأن الإرهاب، وليس الدبلوماسية، هو السبيل الأكثر فعالية لتحقيق أهدافهم. ويرى أن قرار ماكرون إما أنه نابع من "الجهل أو الجبن"، وقد يكون مدفوعاً باعتبارات سياسية داخلية تهدف إلى استرضاء شريحة معينة من الناخبين.
ويحذر ساسردوتي من أن هذه السياسة تتعارض مع موقف حلفاء استراتيجيين مثل الولايات المتحدة، التي وصفت القرار بأنه يخدم "دعاية حماس". ويؤكد أنه لكي تحافظ فرنسا على دور إيجابي في الشرق الأوسط، يجب عليها التنسيق مع حلفائها بدلاً من اتخاذ خطوات أحادية تقوض الجهود المشتركة.
وحول مستقبل الدولة الفلسطينية في حال الاعتراف بها، يرسم ساسردوتي سيناريو قاتماً، محذراً من أنها قد تتحول إلى "دولة إرهابية" تحكمها حماس، ليس فقط في غزة بل أيضاً في الضفة الغربية. ويختتم قائلاً: "إذا اخترت الاعتراف بدولة الآن، فيجب أن تكون مستعداً لتحمل أسوأ العواقب. وفي النهاية، ما ستعترف به هو دولة إرهابية، وهناك ما يكفي منها بالفعل في الشرق الأوسط".