دفاعاً عن إسرائيل.. أمريكا تستهلك ربع مخزونها من الصواريخ الاعتراضية وتكشف عن ثغرة استراتيجية خطيرة

دفاعاً عن إسرائيل.. أمريكا تستهلك ربع مخزونها من الصواريخ الاعتراضية وتكشف عن ثغرة استراتيجية خطيرة

في كلمات قليلة

استخدمت الولايات المتحدة ربع مخزونها الاستراتيجي من صواريخ "ثاد" للدفاع عن إسرائيل، مما كشف عن نقص حاد في المخزون وبطء في الإنتاج. هذا الوضع يثير تساؤلات جدية حول قدرة أمريكا على مواجهة تهديدات متعددة في العالم.


كشفت تقارير حديثة أن الولايات المتحدة استهلكت ما يقرب من ربع مخزونها من صواريخ نظام الدفاع الصاروخي للمناطق المرتفعة (ثاد - THAAD) خلال 12 يومًا فقط، وذلك في سياق الدفاع عن حليفتها إسرائيل ضد هجوم إيراني.

هذا الاستهلاك الهائل، الذي تجاوز 150 صاروخاً اعتراضياً، أثار قلقاً بالغاً في الأوساط العسكرية الأمريكية، حيث أن وتيرة استخدام هذه الصواريخ تفوق بكثير قدرات الإنتاج الحالية، مما يكشف عن ثغرة استراتيجية قد تعرض القدرة العسكرية للولايات المتحدة في مناطق أخرى من العالم للخطر.

كانت الولايات المتحدة، التي تمتلك سبعة أنظمة "ثاد"، قد نشرت اثنين منها في المنطقة كإجراء احترازي. ومع ذلك، أظهرت المواجهة الأخيرة أن المخزون المتاح من هذه الصواريخ الاعتراضية كان غير كافٍ منذ البداية. إن استخدام هذا العدد الكبير من صواريخ "ثاد" في فترة وجيزة لم يستنزف أصلاً باهظ التكلفة فحسب، بل سلط الضوء أيضاً على ضعف في شبكة الدفاع الصاروخي الأمريكية.

يُعد نظام "ثاد" واحداً من أكثر أنظمة الدفاع الجوي تطوراً في العالم، وهو قادر على اعتراض وتدمير الصواريخ الباليستية داخل وخارج الغلاف الجوي. تتكون كل بطارية من 48 صاروخاً اعتراضياً من إنتاج شركة لوكهيد مارتن، وتبلغ تكلفة الصاروخ الواحد حوالي 12.7 مليون دولار.

وفقاً للخبراء، فإن إعادة بناء المخزون الذي تم استهلاكه قد يستغرق أكثر من عام، بتكلفة تتراوح بين 1.5 و2 مليار دولار. وعلى الرغم من خطط وزارة الدفاع الأمريكية لشراء 37 صاروخاً إضافياً العام المقبل، يحذر مسؤولون حاليون وسابقون من أن هذا العدد لا يزال غير كافٍ لمعالجة النقص الحاد.

لم يقتصر الأمر على صواريخ "ثاد"، بل امتد ليشمل استنزاف أعداد كبيرة من صواريخ SM-3 الاعتراضية التي تُطلق من السفن البحرية. وقد صرح مسؤول دفاعي سابق قائلاً: "المخزونات تتناقص. نحن بحاجة إلى المزيد منها، وبوتيرة أسرع مما يتم إنتاجها".

يثير هذا الالتزام الأمريكي المكثف تجاه إسرائيل تساؤلات حول قدرة واشنطن على الموازنة بين دعم حلفائها والحفاظ على جاهزيتها لردع التهديدات المحتملة في مناطق أخرى، خاصة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. واعتبر الخبراء أن الدفاع عن إسرائيل بهذا الشكل "ليس شيئاً يمكن للولايات المتحدة أن تتحمل كلفته إلى أجل غير مسمى".

نبذة عن المؤلف

ناتاليا - صحفية اجتماعية، تغطي قضايا الهجرة والتكيف في فرنسا. تساعد تقاريرها السكان الجدد في فهم البلاد وقوانينها بشكل أفضل.