
في كلمات قليلة
يكتسب علاج حقن الحمض النووي لسمك السلمون (PDRN) شعبية واسعة في هوليوود كوسيلة لتجديد شباب البشرة. ورغم الإقبال عليه من قبل المشاهير، يحذر الخبراء من نقص الأدلة العلمية والمخاطر المحتملة مثل التورم، بينما تقدم علامات التجميل الفاخرة بدائل في شكل كريمات تحتوي على نفس المادة أو نظائرها النباتية.
هل يمكن لحقن السائل المنوي لسمك السلمون أن تعيد الشباب لبشرتنا حقًا؟ هذا هو السؤال الذي يطرحه عالم التجميل بعد أن أصبحت هذه العلاجات التجميلية، التي تحظى بشعبية كبيرة في كوريا الجنوبية وهوليوود، تصل إلى منطقتنا. فهل يجب أن نتبع هذه الموجة الجديدة؟
لا تخفي نجمات مثل جينيفر أنيستون وكيم كارداشيان استخدامهن لهذه التقنية لتجديد نضارة وجوههن ومكافحة علامات التقدم في السن. وتعرف هذه الطريقة باسم "إعادة الحيوية البيولوجية" (biorevitalization)، وهي شائعة بشكل خاص في كوريا، التي تعد سوقًا ضخمة للعلاجات التجميلية وتبحث دائمًا عن بدائل طبيعية للحشوات الاصطناعية (الفيلر).
تعتمد هذه التقنية على جزيء مستخرج من سمك السلمون يسمى بولي ديوكسي ريبونوكليوتيد (PDRN)، وهو جزء من الحمض النووي يُعتقد أنه يعزز إنتاج الكولاجين. ببساطة، يتم استخلاص خلايا جرثومية من غدد سمك السلمون وحقنها في البشرة والطبقة السطحية من الأدمة لتجديد الجلد.
ومع ذلك، تبدي الدكتورة فلور ديلاوناي، عضو الجمعية الفرنسية لجراحي التجميل (SOFCEP)، تشككًا حول فوائد هذه المادة. وتقول: "نرى الكثير من صور قبل وبعد على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن من الصعب الوثوق بها بسبب اختلاف الإضاءة. لا توجد حتى الآن دراسات علمية موثوقة تتضمن خزعات قبل وبعد العلاج". وتضيف: "بدأنا نتلقى تقارير عن مريضات يعانين من وذمات كبيرة، خاصة حول العينين، لأن هذه البولينوكليوتيدات غالبًا ما تستخدم لعلاج الهالات السوداء. وهناك مشكلة أخرى تتعلق بمصدر هذا السلمون، فالسلمون المعتمد في فرنسا، على سبيل المثال، يأتي من مزارع في المجر، ولا نعرف كيف يتم تغذيته أو كيفية تصنيع المنتج".
علاوة على ذلك، تشير الدكتورة ديلاوناي إلى أن مادة PDRN مصرح بها في فرنسا للعلاج بتقنية الميزوثيرابي، ولكن ليس كحقن مالئة (فيلر) كلاسيكية. "ومع ذلك، تقوم بعض المختبرات ببيع حقن تحتوي على هذه البولينوكليوتيدات ممزوجة مع حمض الهيالورونيك، والمريضة لا تكون دائمًا على علم بذلك".
بدائل في عالم مستحضرات التجميل
هل يعني هذا أننا يجب أن نتخلى عن فكرة استخدام مكونات السلمون تمامًا؟ ربما ليس في مجال مستحضرات التجميل. فلقد دخلت العديد من المكونات الفعالة، مثل حمض الهيالورونيك وحمض الجليكوليك، عالم التجميل من الطب التجميلي.
تعتبر دار "فالمونت" (Valmont) السويسرية الحمض النووي للسلمون مادة استراتيجية منذ عام 1985. يتم الحصول عليه من الخلايا الجرثومية للسلمون البري من فانكوفر، كندا. تقول صوفي فان غيون، الرئيس التنفيذي للعلامة التجارية: "يتم تجميد سائل السلمون المنوي على متن القارب ثم تتم بلمرته بدرجة عالية وفق عملية معقدة شبه صيدلانية. إنها مادة خام يصعب التعامل معها وتثبيتها، مما يجعلها باهظة الثمن، حيث يصل سعر الكيلوغرام إلى 6000 يورو". وتضيف: "أظهرت الدراسات أن الحمض النووي للسلمون لدينا يتمتع بتوافق حيوي بنسبة 97٪ مع الحمض النووي البشري وينشط جميع الوظائف الحيوية للبشرة".
من ناحية أخرى، تبحث مختبرات "لانكوم" (Lancôme) أيضًا في فوائد أجزاء الحمض النووي، لكنها تتجنب المصادر الحيوانية. تقول الدكتورة آني بلاك، المديرة العلمية للعلامة التجارية: "مادة PDRN موجودة في جميع الخلايا الحية، سواء كانت بشرية أو حيوانية أو نباتية". وقد تمكنت لانكوم من استخلاص PDRN من الورود من خلال عملية معقدة حاصلة على براءة اختراع، وأظهرت أنها تنشط وظيفة الميتوكوندريا، التي تعتبر "محطة الطاقة" للخلية، وهو أمر بالغ الأهمية لطول عمر الخلية. فكما تقول الدكتورة بلاك: "الشباب هو الطاقة". وهذا ما تعد به العلامة التجارية في كريمها الجديد "Absolue Longevity Cream".