ترامب يوجه إنذاراً أخيراً لبوتين: هل تقود استراتيجية "حافة الهاوية" إلى السلام في أوكرانيا؟

ترامب يوجه إنذاراً أخيراً لبوتين: هل تقود استراتيجية "حافة الهاوية" إلى السلام في أوكرانيا؟

في كلمات قليلة

بعد أشهر من الجمود الدبلوماسي، غير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استراتيجيته تجاه روسيا، مقدماً إنذاراً نهائياً للرئيس بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا أو مواجهة عقوبات اقتصادية غير مسبوقة. يحلل الخبراء ما إذا كان هذا التصعيد محسوباً أم مجرد مناورة جديدة في ظل استمرار الكرملين في استراتيجيته لكسب الوقت.


تبدو وعود دونالد ترامب بتحقيق السلام في أوكرانيا خلال 24 ساعة بعيدة كل البعد عن الواقع. فبعد أكثر من ستة أشهر على توليه منصبه، وفي وقت وصلت فيه الهجمات ضد المدنيين إلى مستوى غير مسبوق، لم تكن نهاية الحرب غامضة ومستعصية كما هي عليه اليوم. وفي خطوة تعكس نفاد صبره من الجمود الدبلوماسي، صعّد الرئيس الجمهوري لهجته مؤخراً، ووصل إلى حد توجيه إنذار نهائي لنظيره الروسي فلاديمير بوتين لصنع السلام، مع تحديد مهلة تنتهي يوم الجمعة 8 أغسطس، مهدداً بفرض عقوبات اقتصادية "عنيفة" في حال عدم الاستجابة.

يرى محللون، مثل الخبير في الشؤون الدبلوماسية ميشيل دوكلو، أن هذا التحول في الموقف الأمريكي يشير إلى أن ترامب وإدارته قد أدركوا خطأهم الأولي في تقييم بوتين. في البداية، كانوا يعتقدون أن الرئيس الروسي سيكون مستعداً لقبول عرض "سخي جداً"، والذي تضمن، بحسب تقارير، السماح للروس بالاحتفاظ بالأراضي الأوكرانية التي احتلوها بالإضافة إلى اعتراف واشنطن بضم شبه جزيرة القرم. لكن إدارة ترامب فوجئت برفض بوتين لهذا العرض، ورفضه أيضاً لخيارات بديلة مثل وقف إطلاق النار الجزئي.

ومع مرور الأشهر، تصلب موقف دونالد ترامب ليتحول إلى إنذار صريح مدعوم بتهديدات بفرض عقوبات قاسية جداً. ولكن، بحسب الخبراء، لا يزال الرئيس الأمريكي يعطي انطباعاً بأنه يفتقر إلى استراتيجية واضحة ويقوم باختبار خيارات متعددة. وفي هذا السياق، يصل المبعوث الأمريكي للسلام، ستيف ويتكوف، إلى موسكو هذا الأسبوع، ولكن من المستبعد جداً تحقيق تقدم حقيقي. فكل المؤشرات تدل على أن بوتين يعتقد أنه لا يزال يمتلك اليد العليا ويمكنه مواصلة هذه الحرب كما يشاء.

من المؤكد أن صبر ترامب قد بلغ حداً أقصى. ومع ذلك، لا يزال بإمكان موسكو محاولة قلب الطاولة. إذا نجح الكرملين في تقديم بعض المقترحات لستيف ويتكوف التي تعيد إحياء آمال الأمريكيين في التوصل إلى حل، فسيمنح ذلك الروس فرصة لكسب المزيد من الوقت. ويعتبر الوقت عاملاً أساسياً بالنسبة لموسكو، التي تحتاجه لمحاولة تحقيق أهدافها العسكرية على الأرض في أوكرانيا.

يبقى نجاح هذه الاستراتيجية الروسية غير مؤكد ويعتمد بشكل أساسي على رد فعل دونالد ترامب. ويبدو أن فكرة فرض عقوبات اقتصادية على روسيا تكتسب زخماً كبيراً في واشنطن. في المقابل، لا يبدو البيت الأبيض مستعداً بعد للاستثمار بكثافة في إعادة تسليح أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى معارضة مسؤولين بارزين يركزون على السياسة تجاه الصين، بالإضافة إلى أن قاعدة ترامب الانتخابية لا تؤيد عمليات نقل أسلحة ضخمة إلى كييف، وهو ما قد يمثل فرصة لبوتين.

يعتقد المحللون أن بوتين مستعد للمضي قدماً حتى النهاية بغض النظر عن العقوبات. ففي روسيا، القادة الذين يخسرون الحروب لا يبقون في السلطة. قد يحاول بوتين تصوير أي تراجع على أنه انتصار أمام الرأي العام، لكن سيكون من الصعب عليه التمسك بالسلطة. لقد كان قرار غزو أوكرانيا قراراً شخصياً، وأي فشل فيه قد يعرضه لصعوبات جمة على الصعيد الداخلي.

نبذة عن المؤلف

ناتاليا - صحفية اجتماعية، تغطي قضايا الهجرة والتكيف في فرنسا. تساعد تقاريرها السكان الجدد في فهم البلاد وقوانينها بشكل أفضل.