
في كلمات قليلة
أكدت فرنسا تعليق برنامج "MaPrimeRénov" الشعبي لتجديد المساكن وتحسين كفاءة الطاقة مؤقتاً من 1 يوليو حتى سبتمبر. القرار سببه الازدحام والاحتيال، بينما يحذر الخبراء من إفلاس محتمل لصندوق الدعم. يُنصح المستفيدون بتقديم طلباتهم قبل الموعد النهائي.
أعلنت الحكومة الفرنسية عن تعليق مؤقت لمدفوعات برنامج المساعدة الشهير "MaPrimeRénov’"، المخصص لدعم أعمال تجديد المساكن وتحسين كفاءة الطاقة. وسيبدأ وقف المدفوعات اعتباراً من الأول من يوليو، ومن المتوقع أن يستمر حتى نهاية سبتمبر على الأقل. ويأتي هذا القرار ليُشكل خبراً سيئاً للأفراد الذين يخططون لأعمال التجديد وللمهنيين في قطاع البناء، الذين كانوا قد اشتكوا مؤخراً من تأخيرات كبيرة في المدفوعات.
تم تأكيد إيقاف البرنامج، الذي ساعد في التجديد الحراري لما يقرب من 341 ألف وحدة سكنية في عام 2024، من قبل وزير الاقتصاد إريك لومبارد ووزيرة الإسكان فاليري ليتارد. وذكر المسؤولون أن الأسباب الرئيسية وراء هذا القرار هي "ازدحام" في معالجة الطلبات و"تجاوزات في عمليات الاحتيال".
على الرغم من النجاح الكبير الذي حققه البرنامج، الذي سمح للملاك والمؤجرين بالحصول على عشرات الآلاف من اليوروهات، يبدو أنه أصبح ضحية لنجاحه المفرط. يشير خبراء إلى أن صندوق الوكالة الوطنية للإسكان (Anah)، المسؤول عن صرف المنح، قد يكون فارغاً. وحذر أحد المتخصصين في تجديد الطاقة من أن البرنامج "سيكون في حالة إفلاس" اعتباراً من الأول من يوليو.
وتظهر البيانات أن متوسط تكلفة أعمال توفير الطاقة في منزل فردي خلال الربع الأول من عام 2025 بلغ 59,197 يورو، بينما وصل متوسط الدعم المقدم من "MaPrimeRénov’" إلى 41,201 يورو. ويؤكد الخبراء أن المشاكل التي تواجه البرنامج لم تكن مفاجئة، خاصة بعد تقليص ميزانيته بشكل كبير في عام 2024، حيث انخفضت من 4.5 مليار يورو إلى 2.3 مليار يورو.
كما أثيرت تساؤلات حول إدارة وكالة "Anah"، التي كان من المقرر أن تقوم بتحويل شهادات توفير الطاقة (CEE) إلى سيولة نقدية بقيمة تقدر بـ 800 مليون يورو منذ بداية العام، لكنها فشلت في استرداد هذه الأموال، وهو ما قد يفسر الصعوبات المالية الحالية.
ونظراً للتعليق الوشيك، يُنصح الأفراد المؤهلون للحصول على مساعدة "MaPrimeRénov’" (سواء الأسر ذات الدخل المحدود أو جميع الأسر للتجديدات واسعة النطاق) بتقديم ملفاتهم ومشروعاتهم قبل الأول من يوليو. بعد هذا التاريخ، لن يكون متاحاً سوى بدائل محدودة. وفي حين أعربت الحكومة عن نيتها استئناف عمل البرنامج قبل نهاية العام، فإن مصيره يظل معلقاً في ظل الحاجة إلى توفير 40 مليار يورو في الميزانية القادمة.