
في كلمات قليلة
تعمل بيكربونات الصوديوم كمضاد فعال للروائح عن طريق معادلة حموضة العرق ومنع تكاثر البكتيريا. ومع ذلك، يحذر الخبراء من تطبيقها بشكل مباشر على البشرة الحساسة بسبب قلوية المسحوق العالية وما يترتب على ذلك من تهيج وجفاف.
مع ارتفاع درجات الحرارة ودخول فصل الصيف، يزداد البحث عن حلول فعالة وطبيعية للحد من رائحة العرق المزعجة. ومن بين الوصفات القديمة التي عادت للظهور، يبرز استخدام بيكربونات الصوديوم (المعروفة أيضاً بصودا الخبز) كبديل للمنتجات التجارية.
اكتشف البعض هذه الحيلة بالصدفة، حيث أفاد مستخدمون بأن وضع كمية قليلة من المسحوق تحت الإبطين ساعدهم بشكل مذهل في التخلص من الروائح الكريهة دون إعاقة عملية التعرق الطبيعية. ويُعد هذا الأمر ميزة مهمة، خاصة وأن التعرق ضروري للجسم لتنظيم درجة حرارته والحفاظ عليها عند مستوى 37 درجة مئوية.
آلية عمل بيكربونات الصوديوم كمضاد للروائح
تكمن فعالية بيكربونات الصوديوم في خصائصها المحايدة والمضادة للميكروبات. من المعروف أن العرق في حد ذاته لا يحمل رائحة، بل تنشأ الرائحة الكريهة نتيجة لتكاثر البكتيريا الموجودة على سطح الجلد (الميكروبيوم الجلدي) والتي تتغذى على مكونات العرق الغنية بالدهون والأحماض.
تخلق الرطوبة ودرجة حرارة الجسم بيئة مثالية لنمو هذه البكتيريا. وهنا يأتي دور بيكربونات الصوديوم، فهي مادة قلوية (أساسية) تعمل على معادلة حموضة العرق. هذا التغيير في التوازن الهيدروجيني (pH) يمنع تكاثر البكتيريا المسؤولة عن الروائح، مما يجعلها سلاحاً قوياً في مكافحة التعرق.
تحذيرات الخبراء: ضرورة الحذر على البشرة الحساسة
على الرغم من الفوائد المذكورة، يحذر خبراء العناية بالبشرة ومستحضرات التجميل من الاستخدام المباشر وغير المنضبط لـبيكربونات الصوديوم النقية على الجلد. يؤكد الخبراء على ضرورة استخدامها كعنصر ضمن تركيبة مستحضرات تجميلية مُصممة باحترافية وبجرعات محددة بدقة.
السبب الرئيسي لهذا التحذير هو أن مسحوق بيكربونات الصوديوم النقي ذو درجة قلوية عالية جداً، تتجاوز بكثير درجة الحموضة الفسيولوجية الطبيعية للبشرة (التي تميل إلى الحموضة). الاستخدام المباشر قد يؤدي إلى:
- جفاف شديد وتهيج في الجلد.
- ظهور احمرار وحكة، وربما بثور في المناطق الحساسة.
- تغيير في درجة حموضة الجلد، مما قد يعزز نمو أنواع أخرى من البكتيريا والفطريات بدلاً من القضاء عليها.
لذلك، بينما تبقى بيكربونات الصوديوم خياراً طبيعياً لمكافحة الروائح، ينصح بشدة بالاعتماد على المنتجات المصنعة وفقاً لمعايير السلامة التجميلية لتجنب أي آثار جانبية على العناية بالبشرة، خاصة في ظل حرارة الصيف القاسية.