
في كلمات قليلة
مع بدء المجمع المغلق، لم يتلق الخياط التاريخي للفاتيكان، دار غاماريلي، طلباً لتفصيل عباءة البابا الجديدة. استغل المنافس مانشينيلي الموقف وقام بخياطة ثلاثة أزياء بأحجام مختلفة على أمل أن يتم اختيارها، مما أشعل "حرب عباءات" غير مسبوقة على شرف تفصيل الزي الأول للحبر الأعظم.
بينما ينعقد المجمع المغلق (الكونكلاف) لاختيار البابا الجديد، تشتعل خارج أسوار الفاتيكان منافسة غير مسبوقة بين خياطين تاريخيين على شرف تفصيل الزي الأول الذي سيرتديه الحبر الأعظم بعد انتخابه. ففي تطور مفاجئ، لم يتلق الخياط التقليدي للفاتيكان، دار "غاماريلي"، أي طلب رسمي هذه المرة.
لطالما كانت دار "غاماريلي"، التي تأسست عام 1798، هي المسؤولة عن تصميم وخياطة العباءة البابوية البيضاء، والتي تتكون من سوتان أبيض، وعباءة قصيرة، وحزام حريري، وقلنسوة بابوية (زوكيتو). ولأن مقاسات البابا المستقبلي غير معروفة مسبقاً، كانت الدار تقوم تقليدياً بتجهيز ثلاث نسخ متطابقة بأحجام مختلفة: صغيرة ومتوسطة وكبيرة.
تحدي التقاليد
لأول مرة منذ أكثر من قرن، لم يطلب الفاتيكان من لورينزو غاماريلي، الذي يدير المتجر العائلي، إعداد الزي. وقد أبلغ الفاتيكان الدار بأنه "تولى أمر الأزياء بنفسه". هذا التصريح فتح الباب أمام احتمالين: إما أن الفاتيكان استعان بخياط آخر، أو أنه سيعتمد على مخزون سابق من العباءات التي لم تُستخدم قط.
هذا الوضع دفع المنافس التقليدي لـ"غاماريلي"، وهو دار "مانشينيلي" (التي تعمل في مجال الملابس الكنسية منذ عام 1962)، إلى اتخاذ خطوة جريئة. فقد قام "مانشينيلي" بمبادرة ذاتية وخاط ثلاثة أزياء كاملة بأحجام مختلفة، معلناً نيته إرسالها إلى الفاتيكان دون انتظار طلب رسمي. إنه رهان كبير على اغتنام هذه الفرصة التاريخية.
شرف لا يقدر بثمن
بالنسبة لهذين الخياطين، فإن خياطة الزي الأول للبابا الجديد هو شرف عظيم يتجاوز مجرد العمل التجاري. فهذا هو الزي الذي يظهر به رأس الكنيسة الكاثوليكية لأول مرة على شرفة كاتدرائية القديس بطرس ليخاطب العالم. ويبقى السؤال معلقاً حتى يوم الانتخاب: هل سيرتدي البابا الجديد زياً من المخزون القديم، أم سيتم اختيار إبداع أحد المنافسين في "حرب العباءات" هذه؟