
في كلمات قليلة
أثار تقرير "لنجعل أمريكا صحية مرة أخرى" (MAHA)، الذي كلف به دونالد ترامب ونشرته وزارة الصحة الأمريكية، جدلاً واسعاً بعد اكتشاف اعتماده على ما لا يقل عن أربع دراسات علمية غير موجودة ومقتبسات منسوبة زوراً لعلماء بارزين. ويسلط التقرير الضوء على العلاقة بين الأغذية فائقة المعالجة والمبيدات والأمراض المزمنة، كما يثير الشكوك حول اللقاحات.
شهدت الولايات المتحدة جدلاً سياسياً وصحياً كبيراً إثر نشر تقرير حكومي حول الأمراض المزمنة التي تصيب الشباب الأمريكيين، حيث تبين أن الوثيقة تعتمد على مصادر وهمية ودراسات غير موجودة.
التقرير، الذي يحمل عنوان "لنجعل أمريكا صحية مرة أخرى" (Make America Healthy Again - MAHA)، صدر بتكليف من دونالد ترامب ونشرته وزارة الصحة في 22 مايو. ويهدف التقرير إلى تسليط الضوء على العلاقة بين النظام الغذائي فائق المعالجة والمبيدات والشاشات والأمراض المزمنة لدى الأطفال. كما يثير التقرير، الذي أشرف عليه روبرت كينيدي جونيور المعروف بمواقفه المناهضة للقاحات، الشكوك حول فعالية وسلامة اللقاحات.
أكد مؤلفون علميون بارزون، وردت أسماؤهم في التقرير، لوكالات الأنباء أن ما لا يقل عن أربع دراسات تم الاستشهاد بها في الوثيقة غير موجودة في الواقع. وقد نُسبت مقالات إلى علماء نفوا كتابتها أو حتى معرفتهم بالإحصائيات المذكورة.
على سبيل المثال، صرح نوح كريسكي، الباحث في جامعة كولومبيا، بأن الاقتباس المنسوب إليه "لم يؤخذ من أي من دراساته" ويبدو أنه غير موجود على الإطلاق. كما أن الرابط الإلكتروني المخصص لإحالة القارئ إلى مقال مزعوم في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية (JAMA) كان معطلاً، وأكدت المجلة أن المقال لم يُنشر لديها.
كما أعربت كاثرين كيز، عالمة الأوبئة في جامعة كولومبيا، عن قلقها، مشيرة إلى أنها لا تعرف مصدر الإحصائيات المنسوبة إليها. وبالمثل، أكد الدكتور هارولد فاربر، أستاذ طب الأطفال، أن المقال المنسوب إليه "غير موجود".
وفي ردها على هذه الأخطاء، ألقت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، باللوم على "مشاكل في التنسيق" (Formatting Issues)، مؤكدة أن التقرير سيتم تحديثه. وأصرت ليفيت على أن هذه الأخطاء "لا تقوض جوهر التقرير"، وأن عمل فريق روبرت كينيدي جونيور "يستند إلى بيانات علمية موثوقة".
في المقابل، ندد الحزب الديمقراطي بالتقرير، واصفاً إياه بأنه "مليء بالمعلومات الكاذبة"، ومؤكداً أن وزارة الصحة تحت إشراف كينيدي جونيور "تبرر أولوياتها السياسية بدراسات ومصادر غير موجودة".